في خطوة نحو تعميم الزراعة العضوية وتعزيز الاستدامة البيئية، أطلق المهندس الزراعي أحمد عدنان كال عمر من مدينة جبلة مشروعه المبتكر لإنتاج سماد "فيرمي كومبوست" العضوي. يعتمد المشروع على تدوير المخلفات الحيوانية والنباتية باستخدام أنواع متخصصة من الديدان، مما يوفر بديلاً فعالاً للأسمدة الكيميائية التقليدية.
أوضح كال عمر في تصريح لمراسل سانا أن فكرة المشروع بدأت في عام 2020، مدفوعةً ببحث معمق حول استخدام الديدان في إنتاج السماد العضوي. بدأت التجارب الأولية في أحواض وبراميل بلاستيكية متواضعة، ثم تطورت لاحقاً إلى مشروع متكامل يعتمد على آلات حديثة لزيادة الإنتاج.
يرتكز المشروع على تدوير روث الأبقار والأغنام، بالإضافة إلى مخلفات نباتية متنوعة مثل قشور الفستق وبقايا أشجار الموز. تُخلط هذه المواد معاً وتخضع لعملية تخمير طبيعية مطولة. بعد ذلك، تُضاف الديدان إلى الخليط، حيث تبقى لمدة تتراوح بين 3 إلى 6 أشهر، وتتحكم كثافتها في سرعة تحويل المواد إلى سماد عضوي غني.
فوائد زراعية وبيئية
يؤكد المهندس كال عمر أن سماد "فيرمي كومبوست" يتميز بكونه آمناً تماماً للإنسان والنبات والحيوان، وخالياً من أي آثار كيميائية ضارة. كما أنه يمثل بديلاً عضوياً ممتازاً للأسمدة الكيميائية التي تساهم في تملح التربة وتدهورها.
ويضيف كال عمر أن السماد الناتج يحسن الخصائص الفيزيائية والكيميائية للتربة، ويعزز قدرتها على الاحتفاظ بالماء، مما يقلل من الحاجة إلى مياه الري. كما يحتوي على ميكروبات نافعة تدعم نمو النباتات بشكل صحي دون التسبب في أي حروق أو إجهاد للمحاصيل.
تحديات المشروع والطموحات المستقبلية
أشار المهندس كال عمر إلى أن المشروع واجه في بداياته بعض التحديات، بما في ذلك ضعف الوعي لدى المزارعين بأهمية هذا النوع من السماد، وصعوبة الحصول على المعدات اللازمة. تم التغلب على هذه العقبات من خلال تقديم عينات مجانية للمزارعين، مما ساهم في بناء الثقة وزيادة الطلب على المنتج.
يتطلع كال عمر إلى توسيع نطاق الإنتاج في المستقبل، وتنويع المنتجات لتشمل "شاي الفيرمي كومبوست"، و"منقوع خل الخشب"، و"بكتيريا التمثيل الضوئي". لا يقتصر دور المشروع على إنتاج سماد عضوي آمن وفعال، بل يساهم أيضاً في معالجة مشكلة المخلفات الزراعية، وتحويلها من عبء بيئي إلى مورد اقتصادي وزراعي مستدام.
اخبار سورية الوطن 2ـسانا