على الرغم من أعمال الصيانة المتزايدة والتأخيرات المستمرة التي تشهدها شبكة السكك الحديدية الألمانية، سجلت شركة دويتشه بان (Deutsche Bahn) إقبالاً استثنائياً على شراء تذاكر القطارات. ففي اليوم الأول من فتح باب الحجز وفقًا للجدول الزمني الجديد في 15 أكتوبر، تم بيع أكثر من مليون تذكرة خلال 24 ساعة فقط، وهو رقم قياسي لم تشهده الشركة منذ خمس سنوات، وفقًا لما ذكرته صحيفة بيلد.
أظهرت البيانات أن الفترة الأكثر طلبًا للرحلات كانت خلال أعياد الميلاد. كما ساهم قرار رئيسة الشركة، إيفلين بالا، بتجميد أسعار الرحلات الطويلة حتى عام 2026 في زيادة الإقبال. وشهدت الخطوط السريعة بين برلين–ميونخ، وبرلين–هامبورغ، وبرلين–فرانكفورت أعلى نسب الحجز. بالإضافة إلى ذلك، ازداد الاهتمام بالرحلات الدولية، حيث أصبح بإمكان المسافرين حجز تذاكر إلى بلجيكا وهولندا وسويسرا لجميع أيام السنة المقبلة، مما يتيح التخطيط المسبق لعطلات الصيف.
وفي تصريح لصحيفة بيلد، أعربت بالا عن شكرها للعملاء على ثقتهم، مع إقرارها بأن الشركة لم تصل بعد إلى المستوى المطلوب من الموثوقية. وأكدت أن الشركة تبذل قصارى جهدها لتحسين شبكة القطارات، مشيرة إلى أن ذلك يتطلب وقتًا وجهدًا. ووصفت هذا المسعى بأنه "ماراثون طويل" يهدف في النهاية إلى بناء شبكة سكك حديدية تفتخر بها ألمانيا.
وعلى الرغم من هذا الإقبال الكبير، لا تزال البنية التحتية للسكك الحديدية تعاني من ضغوط كبيرة. فمن المقرر إغلاق الخط بين كولونيا وهاغن (بطول 65 كيلومترًا) بالكامل لمدة خمسة أشهر اعتبارًا من الربيع المقبل، وذلك لإجراء أعمال تحديث وصيانة واسعة النطاق، مما سيؤدي إلى تحويلات وتأخيرات إضافية في مناطق واسعة من غرب ألمانيا.
وتأتي هذه التطورات في وقت سجلت فيه القطارات السريعة (ICE وIC) أدنى مستوى من الالتزام بالمواعيد منذ سنوات، حيث بلغت نسبة الرحلات التي وصلت في الوقت المحدد في أكتوبر الماضي 51.5% فقط. ومع ذلك، يبدو أن الألمان ما زالوا يفضلون السفر بالقطار، ويستفيدون من ميزة "البحث عن أفضل الأسعار" المتاحة عبر تطبيق الشركة لتوفير أكبر قدر ممكن من المال.