الأحد, 9 نوفمبر 2025 12:46 AM

ترحيل عائلة عراقية من ألمانيا يثير استياءً واسعاً: الابن يطالب بعودتهم بعد اندماجهم

ترحيل عائلة عراقية من ألمانيا يثير استياءً واسعاً: الابن يطالب بعودتهم بعد اندماجهم

أثارت حادثة ترحيل عائلة عراقية من بلدة "غرويديتس" بولاية ساكسن في ألمانيا، بعد إقامة دامت أربع سنوات، موجة تعاطف واسعة. تركت العائلة ابنها البكر، سازفان كاميران حاجي (21 عاماً)، وحيداً، وهو على وشك إنهاء دراسته المهنية في مجال تصفيف الشعر.

في الساعة 1:30 فجراً من يوم 28 تشرين الأول (أكتوبر)، داهم نحو عشرة عناصر من الشرطة منزل العائلة أثناء نومهم، وأمهلوا الأسرة عشر دقائق فقط لحزم أمتعتهم وتوديع بعضهم البعض، قبل نقلهم إلى المطار في رحلة ترحيل جماعية إلى بغداد.

يقول سازفان: "استيقظ أخي الصغير فزعاً، وسأل الشرطة: لماذا أذهب؟ أنا أصلاً في بيتي!" ويضيف أن والدته فقدت الوعي وسقطت على الأرض، لكن لم يُسمح لأحد بالاتصال بالإسعاف، وصادرت الشرطة هواتف الأسرة.

بقي سازفان في ألمانيا لإكمال تدريبه المهني في غرفة الحرف بمدينة دريسدن، حيث كان يحلم بافتتاح صالون عائلي لتصفيف الشعر يجمعه بوالده (الحلاق المحترف) ووالدته (خبيرة التجميل). "هنا مستقبلي. في غضون ستة أشهر كنت سأنال شهادة الحرفة، ثم أبدأ دراسة الماستر. حلمنا كان افتتاح محل صغير للعائلة."

ويشير إلى أن شقيقه الصغير البالغ 13 عاماً لا يتقن سوى اللغة الألمانية، ولا يعرف الكتابة بلغته الأم الكردية، متسائلاً: "كيف يمكنه أن يعيش في بلد لا يعرف لغته ولا أصدقاء له فيه؟"

كارن كيتنر (90 عاماً)، وهي سيدة ألمانية كانت تتعامل يومياً مع العائلة، ظهرت في مقطع فيديو مؤثر تطالب فيه بإعادتهم إلى ألمانيا، مشيدةً بوالدة سازفان وطيبتها ومساعدتها الدائمة لها.

لم تُبلَّغ العائلة بأسباب الترحيل حتى الآن. ورفض مكتب الأجانب في دائرة "مايسن" التعليق، مستنداً إلى قوانين حماية البيانات، واكتفى بالقول إن القضية "من اختصاص الهيئة المركزية للأجانب في ساكسن".

يؤكد الابن أن والده قدّم طلباً للحصول على تصريح إقامة مؤقت (Beschäftigungsduldung) في أيلول/سبتمبر، بعد أن كان يعمل ويدفع الضرائب. لكن موظف المكتب رفض الطلب بحجة أن الأب لا يجيد الألمانية بما فيه الكفاية، رغم أنه كان يتحدث بها مع الزبائن في عمله.

وصف اللاجئون وممثل مجلس اللاجئين في ساكسن (Sächsischer Flüchtlingsrat) ما حدث بأنه "إجراء غير إنساني"، مؤكدين أن الأسرة كانت "نموذجاً ناجحاً للاندماج في المجتمع الألماني".

أعلن مجلس اللاجئين أنه سيتقدّم بشكوى قانونية، ودعا إلى تظاهرة أمام المستشارية في برلين يوم الأحد 9 نوفمبر للمطالبة بعودة العائلة.

يختتم سازفان حديثه قائلاً: "أريد فقط أن أرى عائلتي تعود إلى هنا. تعلموا الألمانية، عملوا بجد، وساهموا في المجتمع. لماذا يُرحَّل من يندمج ويعمل، ويبقى من يثير المشاكل؟"

مشاركة المقال: