الأحد, 9 نوفمبر 2025 03:09 AM

عملية نوعية لـ"قسد" والتحالف الدولي في مخيم الهول تسفر عن اعتقال قيادي في تنظيم الدولة

عملية نوعية لـ"قسد" والتحالف الدولي في مخيم الهول تسفر عن اعتقال قيادي في تنظيم الدولة

نفذت فرق العمليات الخاصة (TOL) التابعة لـ "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد)، بالتنسيق المباشر مع قوات "التحالف الدولي"، عملية أمنية داخل مخيم "الهول"، أسفرت عن اعتقال متزعم من تنظيم "الدولة الإسلامية"، يدعى "بهاء مسيري" الملقب بـ "أبي عبد الرحمن"، وهو عراقي الجنسية.

وذكر بيان صادر عن "قسد" اليوم السبت 8 تشرين الأول، أن هذه العملية جاءت بعد عمل استخباراتي تضمن اختراقًا دقيقًا للبنى التنظيمية والخلايا المتخفية داخل المخيم، وذلك في إطار الحرب المستمرة ضد "الإرهاب" وتنظيم "الدولة" ومحاولاته لإعادة بناء شبكاته السرية.

في المقابل، أفاد مراسل عنب بلدي في الحسكة أن العملية تمت اليوم، وأن الشخص الذي أعلنت "قسد" القبض عليه لا ينتمي للتنظيم، بل أولاده، وهو عراقي الجنسية، ومعتقل في المخيم منذ عام 2019.

وأكد بيان "قسد" أن المقبوض عليه كان يشغل دورًا "محوريًا" في تنشيط خلايا التنظيم، وتنسيق عمليات التجنيد العقائدي والعسكري، إلى جانب تصنيع وتجهيز المتفجرات لنقلها خارج المخيم، وتوجيهها لاستهداف المدنيين وقواتها والمؤسسات الخدمية، بهدف إعادة بث الفوضى وضرب الاستقرار.

كما أشارت إلى أن مهمة المقبوض عليه كانت إحياء بنية التنظيم داخل المخيم، وتحويله إلى منصة تخطيط وإدارة لخلايا تمتد خارج حدوده، الأمر الذي جعل القبض عليه ضربة عميقة في صميم قدرات التنظيم، ونقطة تفكيك مفصلية لسلسلة اتصالاته ومسارات تمويله وتحركاته.

وشددت "قسد" على أن مخيم "الهول" لن يكون ساحة ينشط فيها الإرهاب، ولن يسمح بتحويل معاناة الأهالي والنازحين إلى غطاء لولادة جيل جديد من العنف، مؤكدة أن التنسيق الاستراتيجي مع قوات التحالف الدولي مستمر وفق خطط ممنهجة تستهدف اجتثاث التنظيم من جذوره، وتحويل المناطق المحررة إلى ساحات أمن واستقرار مستدامين.

عملية سابقة في "الهول"

في سياق متصل، شنت "قوى الأمن الداخلي" (أسايش) التابعة لـ "الإدارة الذاتية" بشمال شرقي سوريا، حملة أمنية جديدة على مخيم "الهول"، لمنع تنظيم "الدولة الإسلامية" من "استغلال الفئات الأكثر هشاشة ونشر أفكار متطرفة في المخيم".

وأعلنت "أسايش" في بيان في 5 من أيلول عن إطلاق مرحلة جديدة من عملية "الإنسانية والأمن"، التي تهدف إلى "حماية قاطني المخيم وضمان استمرار عمل المنظمات الإنسانية بأمان داخله".

ووفق البيان، شهد المخيم الواقع شرقي الحسكة خلال الفترة الماضية تصاعدًا في هجمات خلايا تنظيم "الدولة"، حيث نفذت 30 هجمة استهدفت العاملين في المجال الإنساني وأدت إلى تخريب منشآت ومرافق خدمية.

ويقطن في مخيم "الهول" 46,500 شخص، من السوريين والعراقيين وغيرهم من الأجانب المحتجزين، وفق تقديرات "منظمة العفو الدولية" في أيار 2025. وتسعى الحملة، بحسب "أسايش"، إلى تفكيك "الشبكات الإرهابية" وملاحقة العناصر التي تحاول إعادة فرض نفوذها، وحماية المنظمات الإنسانية وموظفيها.

وأشارت معطيات "أسايش" حينها، إلى أن تنظيم "الدولة" لا يزال يحاول استغلال الفئات الأكثر هشاشة داخل المخيم، حيث يعمل على نشر أفكاره المتطرفة بين المراهقين والأطفال بمساعدة بعض النساء المرتبطات به، في محاولة لتنشئة جيل جديد يحمل فكر التنظيم تحت مسمى "أشبال الخلافة".

وتشمل هذه المحاولات "تلقين الفكر الإرهابي"، وفرض ممارسات "متشددة" داخل المخيم، و"تحريض القاصرين على تبني العنف" و"استهداف المنظمات الإنسانية"، وهو ما يشكل خطرًا مباشرًا على مستقبل هؤلاء الأطفال ويقوّض جهود الاستقرار والإغاثة.

إحباط هروب

وفي 3 من أيلول الحالي، أعلنت "أسايش" إحباط عملية هروب جماعية من مخيم "الهول". وذكرت القوات أنها أحبطت محاولة "هروب جماعية" نفذها أفراد من عائلات تنظيم "الدولة" بلغ عددهم 56 شخصًا، كانوا يحاولون الفرار باستخدام مركبة كبيرة من نوع "هوانداي (أنتر)".

العملية الأخيرة مع "التحالف"

نفذت فرق العمليات العسكرية (TOL)، وقوات "الكوماندوس" التابعتان لـ "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد)، وبدعم مباشر من التحالف الدولي، عملية قالت إنها استهدفت وكرًا لخلية تابعة لتنظيم "الدولة الإسلامية"، في بلدة تل السمن شمال الرقة.

وجاءت العملية التي وصفتها "قسد" بـ "النوعية" و"الدقيقة"، بعد متابعة استخباراتية دقيقة لتحركات أفراد الخلية، ورصد اتصالاتهم وتحضيراتهم لتنفيذ هجمات جديدة ضد قواتها والمؤسسات المدنية، وفق البيان الذي أصدرته "قسد"، في 1 من تشرين الثاني.

وذكر البيان أنه بناء على المعلومات المؤكدة، نفذت القوات العملية بـ "دقة عالية"، وبشكل متزامن مع إسناد جوي واستطلاع من التحالف الدولي. أسفرت العملية عن إلقاء القبض على خمسة عناصر من تنظيم "الدولة"، بينهم ثلاثة متزعمين متورطين في تخطيط وتنفيذ عمليات "إرهابية" استهدفت نقاط "قسد" العسكرية ومؤسسات الإدارة الذاتية، وسعوا إلى بث الفوضى وزعزعة الاستقرار في المنطقة.

وتأتي هذه العملية الناجحة نتيجة عمل مشترك ومنسق بين الوحدات الميدانية والأجهزة الأمنية والاستخباراتية، والتعاون البناء مع التحالف الدولي الذي قدّم الدعم الكامل من حيث الإسناد الجوي والمعلوماتي، مما أسهم في تحقيق هذه النتيجة "المهمة"، حسبما أوضح البيان.

مشاركة المقال: