أعلن الرئيس السوري في المرحلة الانتقالية، أحمد الشرع، من واشنطن أن العقوبات المفروضة على سوريا تقترب من نهايتها، وحث على الاستمرار في العمل لرفعها بشكل كامل. جاء ذلك خلال لقائه بممثلي المنظمات السورية في الولايات المتحدة الأمريكية، يوم الأحد 9 تشرين الثاني، وذلك قبل لقائه المرتقب مع الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، يوم الاثنين.
وأشار الشرع إلى أن الفرصة المتاحة أمام السوريين اليوم تعتبر "نادرة" ويجب استغلالها. وأكد على حاجة سوريا لجهود أبنائها في إعادة الإعمار، مشددًا على أهمية التعاون بين السوريين في المهجر، ومؤكدًا أن سوريا تبنى بسواعد أبنائها في الداخل والخارج.
وكان الرئيس الشرع قد وصل إلى واشنطن يوم السبت 8 تشرين الثاني في زيارة رسمية للقاء نظيره الأمريكي، برفقة وزير الخارجية والمغتربين، أسعد الشيباني. وأكد الوزير الشيباني خلال اللقاء أن عام 2026 سيكون عام التنمية لسوريا، وأنه لن تكون هناك عقوبات على سوريا، مشيرًا إلى أن الحكومة ستربط عمل المنظمات السورية في واشنطن بعملية إعادة بناء سوريا. وأضاف أن الوزارة تعمل باستمرار وبطريقة مختلفة عن عمل وزارة خارجية أي دولة أخرى.
من جانبه، أوضح رئيس الشؤون السياسية في المجلس السوري الأمريكي، محمد علاء غانم، أن اللقاء تناول عدة محاور، بما في ذلك دور الجالية السورية الأمريكية في المراحل المقبلة والسياسة الخارجية عمومًا، وخاصة الزيارة المرتقبة إلى البيت الأبيض واللقاء مع الرئيس ترامب. كما تطرق النقاش إلى الوضع الداخلي في سوريا بمختلف أبعاده السياسية والاجتماعية والمعيشية والتعليمية، بالإضافة إلى ملف العدالة الانتقالية.
وأضاف غانم عبر منصة “إكس” أنه سيعقد يوم الاثنين 10 تشرين الثاني اجتماع موسع مع عدد كبير من أبناء وبنات الجالية السورية الأمريكية من مختلف الولايات.
الشرع سيلتقي ترامب
أعلنت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفات، في إحاطتها الصحفية يوم 4 تشرين الثاني، أن الرئيس ترامب سيلتقي الرئيس السوري، أحمد الشرع، في البيت الأبيض يوم الاثنين المقبل. وأضافت: "شهدنا تقدمًا جيدًا لتحقيق السلام تحت قيادة سوريا الجديدة".
وأكد مندوب سوريا في الأمم المتحدة، إبراهيم علبي، خلال مقابلة مع قناة “الإخبارية السورية”، أن زيارة الرئيس الشرع إلى البيت الأبيض ستكون "حدثًا غير مسبوق ونقلة نوعية في السياق الدبلوماسي".
ويعتبر هذا اللقاء بين الشرع وترامب هو الثالث، بعد لقاء في الرياض برعاية الأمير محمد بن سلمان في 14 أيار الماضي، ولقاء آخر في نيويورك على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في 25 أيلول الماضي. وتعد هذه الزيارة هي الثانية للرئيس السوري إلى الولايات المتحدة الأمريكية، بعد زيارته للمشاركة في أعمال القمة الـ80 للأمم المتحدة في نيويورك.
إزالة العقوبات عن الشرع قبيل الزيارة
قامت الولايات المتحدة الأمريكية بإزالة العقوبات المفروضة على الرئيس السوري في المرحلة الانتقالية، أحمد الشرع، ووزير الداخلية، أنس خطاب. وجاء ذلك بموجب إشعار تحديث على موقع الخزانة الأمريكية في 7 تشرين الثاني، والذي تضمن إزالة اسمي الشرع وخطاب.
وتأتي إزالة الشخصيتين السوريتين قبيل أيام من زيارة الشرع المرتقبة إلى واشنطن الاثنين، وإقرار مجلس الأمن لإزالتهما من لوائح “الإرهاب” في 6 تشرين الثاني. وأقر مجلس الأمن الدولي، خلال جلسته المعنونة بـ”التهديدات للسلم والأمن الدوليين الناجمة عن الأعمال الإرهابية”، مشروع القرار رقم “2799”، القاضي برفع اسم الرئيس السوري، الشرع، ووزير الداخلية، خطاب، من قائمة العقوبات الدولية. وحظي القرار بتأييد 14 عضوًا من أصل 15، دون اعتراضات، مع امتناع الصين عن التصويت، ما سمح باعتماده رسميًا.