تجددت الاشتباكات في الريف الغربي لمدينة السويداء، مساء الثلاثاء 11 تشرين الأول، بين قوى الأمن الداخلي التابعة لوزارة الداخلية السورية والفصائل المحلية في المنطقة. وأفاد مراسل عنب بلدي بوقوع اشتباكات في منطقتي عريقة وتل حديد بالريف الغربي للمحافظة، دون تحديد أنواع الأسلحة المستخدمة.
وذكر مصدر أمني في السويداء لعنب بلدي أن ما يسمى بـ "الحرس الوطني" (وهي فصائل محلية تدعم موقف الشيخ حكمت الهجري) استهدف بالرشاشات الثقيلة نقاطًا تتبع للأمن العام في محيط بلدتي عريقة وتل حديد، مما أدى إلى تصاعد التوتر. وأشار المصدر إلى عدم وقوع إصابات في صفوف قوى الأمن العام في المنطقة.
في المقابل، نقلت وكالة "سانا" الرسمية عن مصدر أمني قوله إن "مجموعات خارجة عن القانون" استهدفت بـ "قذائف الهاون والرشاشات الثقيلة تل حديد وتل أقرع بريف السويداء"، معتبراً ذلك "خرقًا لوقف إطلاق النار".
ووصف "الحرس الوطني" في السويداء، الذي شكله شيخ طائفة الموحدين الدروز، حكمت الهجري، ما جرى في بيان بأنه "الخرق السافر والمتعمد للهدنة". وأضاف أن "العصابات الإرهابية المرتبطة بالسلطة الحاكمة في دمشق استهدفت المحور الغربي للمدينة عبر استخدام طائرات مسيرة"، معتبراً ذلك "تصعيدًا خطيرًا".
وكان قد جرى توقيع وقف إطلاق نار في السويداء في 19 تموز الماضي برعاية أمريكية أردنية، بعد اشتباكات دامية استمرت لثلاثة أيام وتدخلت فيها إسرائيل لما قالت إنه "حماية للدروز".
وأعلنت قوات "الحرس" أنها في "أعلى درجات الجاهزية القتالية والتقنية، وتُتابع المجال الجوي والبري بمنظومات رصد واستجابة فورية"، مهددة بمواجهة أي "خرق أو تهديد عدواني بوسائط الردع الحاسمة".
وفي 2 تشرين الثاني الحالي، وقعت مناوشات بين الأمن العام والفصائل المحلية بالسويداء في أطراف بلدة ولغا في ريف السويداء الغربي، وفقًا لما أفاد به مراسل عنب بلدي.
ما الحرس الوطني
في 23 آب الماضي، أعلنت فصائل في السويداء عن تشكيل "الحرس الوطني" بقيادة رئيس الطائفة الروحية للموحدين الدروز، حكمت الهجري. ويضم هذا التشكيل العسكري 30 فصيلًا محليًا، ويهدف إلى تعزيز الدفاع عن المنطقة وحمايتها، مع التأكيد على التزام الفصائل العسكرية بقرارات القيادة الروحية ممثلة بحكمت الهجري.
وذكر البيان أن تشكيل تحالف عسكري من الفصائل المحلية يهدف إلى ضمان الدفاع عن الهوية التوحيدية المعروفية وحماية الجبل. وضم "الحرس الوطني" 30 فصيلًا محليًا أبرزها: "قوات سيف الحق" و"قوات الفهد" و"قوات العليا" وغيرها.
وبحسب منشور لممثل مضافة الكرامة، ليث البلعوس، عبر "فيسبوك"، فإن مجموعة من هذه الفصائل عُرفت سابقًا بالخطف والسرقة والنهب وابتزاز النساء، مثل "قوات سيف الحق" و"قوات الفهد"، التي كانت تتبع للضباط السابقين في نظام الأسد علي مملوك وكفاح الملحم والقيادي المحلي راجي فلحوط المتهم بتجارة المخدرات.
أحداث السويداء
بدأت أحداث السويداء في 12 تموز الماضي، بعد عمليات خطف متبادلة بين سكان حي المقوس في السويداء، ذي الأغلبية البدوية وعدد من أبناء الطائفة الدرزية، تطورت في اليوم التالي إلى اشتباكات متبادلة.
تدخلت الحكومة السورية في 14 تموز لفض النزاع، إلا أن تدخلها ترافق مع انتهاكات بحق مدنيين من الطائفة الدرزية، ما دفع فصائل محلية للرد، بما فيها التي كانت تتعاون مع وزارتي الدفاع والداخلية.
في 16 تموز، خرجت القوات الحكومية من السويداء، بعد تعرضها لضربات إسرائيلية، ما أعقبه انتهاكات وأعمال انتقامية بحق سكان البدو في المحافظة، الأمر الذي أدى إلى إرسال أرتال عسكرية على شكل "فزعات عشائرية" نصرة لهم.
وبعد ذلك، توصلت الحكومة السورية وإسرائيل إلى اتفاق بوساطة أمريكية، يقضي بوقف العمليات العسكرية.