أصدرت وزارة الثقافة السورية، من خلال المديرية العامة للآثار والمتاحف، تعميمًا رسميًا يتضمن مواصفات تفصيلية لعدد من القطع الأثرية التي سُرقت من المتحف الوطني في دمشق. تأتي هذه الخطوة في إطار الجهود الوطنية المتواصلة لمكافحة سرقة الآثار السورية والاتجار غير المشروع بها، واستعادة المقتنيات الثقافية الهامة التي تعود إلى فترات تاريخية بارزة من الحضارة السورية.
يشمل التعميم ست قطع أثرية ثمينة، جميعها تماثيل مصنوعة من الرخام والمرمر والبرونز، تجسد أشكالًا إنسانية وإلهية من العصور الكلاسيكية التي ازدهرت في سوريا، وخاصة في مناطق أفاميا وتدمر ودمشق القديمة.
وفقًا لإنفوغراف نشر على حساب الوزارة، فإن هذه القطع هي:
- تمثال فينوس من المرمر الرمادي – ارتفاعه 23 سم، وُجد في حمص.
- تمثال فينوس رخامي المصدر – ارتفاعه 32 سم، مكسور عند القدمين.
- تمثال فيدوس رخامي المصدر – ارتفاعه 26.2 سم.
- تمثال فينوس من المرمر الأبيض – ارتفاعه 40:5 سم.
- تمثال فينوس من الرخام الأبيض – ارتفاعه 34 سم، مفقود الساعد الأيسر.
- تمثال لامرأة واقفة (مكشوف الرأس) – ارتفاعه 37 سم.
أكدت الوزارة أن هذه القطع تحمل أرقامًا متحفية محددة، وأرفقت صورًا تفصيلية لها لتسهيل التعرف عليها في حال ظهورها في الأسواق أو المعارض الدولية. وأشارت إلى أن أي تعامل مع هذه المقتنيات يعتبر انتهاكًا للقانون الوطني والدولي لحماية الممتلكات الثقافية.
ودعت وزارة الثقافة جميع الجهات الرسمية والأفراد، داخل سوريا وخارجها، إلى التعاون الفوري والإبلاغ عن أي معلومات تتعلق بهذه القطع الأثرية، عبر البريد الإلكتروني الرسمي للوزارة أو عبر هواتفها.
تأتي هذه الخطوة في سياق حملة وطنية ودولية تبذلها الحكومة السورية بالتنسيق مع منظمة اليونسكو والإنتربول الدولي، لمكافحة تهريب التراث الثقافي الذي تضرر بشدة خلال سنوات الحرب. وقد نجحت المديرية العامة للآثار والمتاحف في استعادة مئات القطع الأثرية خلال الأعوام الأخيرة من دول عدة، بفضل التعاون الوثيق مع المتاحف العالمية والمراكز الجمركية والبعثات الدبلوماسية.
واختتمت الوزارة بيانها بالتأكيد على أن التراث السوري هو ملك للإنسانية جمعاء، وأن حماية هذه الكنوز مسؤولية وطنية وأخلاقية تتطلب الوعي والمشاركة المجتمعية.
وكان مسؤولون قد أعلنوا يوم الثلاثاء عن سرقة عدد من التماثيل الرومانية من المتحف الوطني السوري في دمشق، في واقعة تعتبر ضربة جديدة للتراث الثقافي في البلاد التي عانت لسنوات من النهب والتدمير خلال الحرب.
وبحسب مصدر في وزارة الثقافة السورية لم يكشف عن اسمه، تم اكتشاف عملية السرقة صباح الاثنين، بعد أن عثر موظفو المتحف على أحد الأبواب مكسورًا من الداخل. وأوضح المصدر أن القطع المسروقة تعتبر من بين أقدم وأثمن المقتنيات في المتحف، مرجحًا أن تكون هذه الحادثة أكبر خسارة للآثار منذ سقوط نظام الرئيس بشار الأسد.
فارس الرفاعي - زمان الوصل