الخميس, 13 نوفمبر 2025 06:59 PM

انقسام في إسرائيل بعد طلب ترامب العفو عن نتنياهو المتهم بالفساد: هل يقر بالذنب؟

انقسام في إسرائيل بعد طلب ترامب العفو عن نتنياهو المتهم بالفساد: هل يقر بالذنب؟

تشهد إسرائيل انقسامًا حادًا في أعقاب طلب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رسميًا العفو عن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذي يواجه محاكمة بتهم فساد.

يدعم أنصار نتنياهو هذا الطلب، بينما يرى معارضوه أنه تدخل أمريكي سافر في الشأن الداخلي الإسرائيلي.

يعتقد المعارضون أنه لا يوجد مبرر لوقف محاكمة نتنياهو، وأنه يجب عليه الإقرار بالذنب إذا كان يرغب في الحصول على عفو من الرئيس إسحاق هرتسوغ.

للاستجابة لطلب ترامب، يجب على نتنياهو أن يطلب العفو ويقر بالذنب، وهو ما رفضه مرارًا خلال محاكمته التي قد تؤدي إلى سجنه في حال إدانته.

وجه ترامب رسالة رسمية إلى هرتسوغ، الأربعاء، جاء فيها: "أدعوكم إلى العفو الكامل عن بنيامين نتنياهو"، وفقًا لبيان صادر عن مكتب الرئيس الإسرائيلي.

أعرب هرتسوغ عن "تقديره العميق للرئيس ترامب"، لكنه أوضح أنه "يجب على الراغبين في الحصول على العفو تقديم طلب وفقًا للقواعد".

بذلك، يضع هرتسوغ الكرة في ملعب نتنياهو، الذي يرفض تقديم طلب عفو والإقرار بالذنب.

ذكرت صحيفة "جيروزاليم بوست" العبرية، الخميس، أن "العفو الرئاسي غير ممكن في هذه المرحلة من المحاكمة".

وأوضحت أن العفو "لا يصدر إلا قبل بدء الإجراءات أو بعد النطق بالحكم، وكلاهما ليس في المرحلة الحالية من المحاكمة".

كما أوضح مكتب الرئيس، يُشترط لتفعيل إجراءات العفو تقديم طلب عفو، وليس قرارًا صادرًا عن الرئيس، وعادة ما يقوم بذلك المتهم أو أحد أقاربه، وفقًا للصحيفة.

بُذلت على مر السنين محاولات وساطة، بمشاركة رئيس المحكمة العليا السابق أهارون باراك، لكنها فشلت في إحراز تقدم بشأن قضية الفساد الأخلاقي، التي كان على نتنياهو الاعتراف بها بموجب أي صفقة إقرار بالذنب.

ورأت الصحيفة أن مثل هذه الصفقة "من وجهة نظره (نتنياهو) غير قابلة للتنفيذ، لأنها ستنهي مسيرته السياسية فعليًا".

قال زعيم المعارضة يائير لابيد، عبر منصة "إكس"، الأربعاء: "للتذكير: ينص القانون الإسرائيلي على أن الشرط الأول للحصول على العفو هو الاعتراف بالذنب والتعبير عن الندم على الأفعال".

في افتتاحيتها الخميس، قالت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية: "تعرب إسرائيل عن امتنانها للرئيس الأمريكي دونالد ترامب لجهوده في تأمين إطلاق سراح الرهائن المحتجزين في غزة كجزء من اتفاق وقف إطلاق النار. إلا أنه تجاوز خطا أحمر الأربعاء".

وأضافت: "تشكل رسالة ترامب إلى الرئيس هرتسوغ، التي دعا فيها إلى العفو عن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في محاكمته بتهم الفساد، تدخلا سافرا في الشؤون الداخلية لإسرائيل".

وتابعت: "رغم علاقة التبعية بين إسرائيل والولايات المتحدة، فإنهما دولتان ذات سيادة، ولا يملك رئيس الولايات المتحدة سلطة ممارسة ضغوط مباشرة أو غير مباشرة على النظام القضائي في دولة أخرى".

و"كعادته، يخلط ترامب بين السياسة والمصالح الشخصية والمسائل القانونية"، كما أردفت الصحيفة.

وزادت: "بعد منح إسرائيل الضوء الأخضر لضرب المنشآت النووية الإيرانية، وبعد المساعدة في إطلاق سراح الرهائن، يبدو أنه (ترامب) ينظر إلى إسرائيل على أنها محمية أمريكية. ويسعى الآن إلى إنقاذ نتنياهو من عواقب القانون".

واستطردت: "يجب أن يدرك ترامب أن نتنياهو اختار البقاء في منصبه رغم الإجراءات الجنائية".

وتابعت: "المحكمة العليا سمحت له بذلك بناءً على تأكيده على قدرته على المثول للمحاكمة إلى جانب واجباته الرسمية".

و"إذا لم يكن نتنياهو قادرا على ذلك، فعليه الاستقالة. أيّ شخص يدّعي أنه لا يستطيع الوفاء بالمسؤوليتين معا، فهو مُطالب بالتنحي"، وفقا للصحيفة.

وأضافت: "مع كامل الاحترام لترامب، فإنّ النظام القضائي الإسرائيلي، وليس هو، صاحب القرار في قضية نتنياهو".

وأكدت أنه "يجب معاملة نتنياهو كأي مواطن إسرائيلي آخر، واحترام الإجراءات القانونية".

وزادت بأنه "إذا أراد أن يطلب العفو، فعليه أن يعترف بذنبه بشكل مباشر، وليس من خلال رئيس دولة أجنبية".

بدورها، اعتبرت "الحركة من أجل جودة الحكم في إسرائيل" (أهلية)، في بيان، طلب ترامب "تدخلا غير لائق في الإجراءات القانونية الداخلية لدولة ذات سيادة ومستقلة".

وقالت: "يجب أن تستمر الإجراءات الجنائية ضد رئيس الوزراء دون أي تدخل سياسي، سواء أكان من الداخل أم من الخارج".

وحذرت من أن "أي محاولة للضغط على النظام القضائي أو اقتراح حلول غير قانونية تُلحق ضرارا بالغا بالمبادئ الأساسية لإسرائيل".

على الجانب الآخر، فإن الأصوات في المعسكر المؤيد لنتنياهو معاكسة تماما.

وقال عضو الكنيست من حزب "الليكود" (بزعامة نتنياهو) موشيه سعادة لصحيفة "يديعوت أحرونوت" الخميس: إن نتنياهو "يستحق التبرئة".

ولم يتخلف وزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير عن تأييد طلب العفو عن نتيناهو.

واعتبر بن غفير، عبر "إكس"، أن "التهم الملفقة والدنيئة الموجهة ضد رئيس الوزراء نتنياهو أصبحت منذ زمن بعيد لائحة اتهام ضد الادعاء، الذي تتكشف افتراءاته وجرائمه في المحكمة يوميا".

ورأى أن "العفو في هذه القضية هو الإجراء الصحيح والعاجل. أيها الرئيس هرتسوغ: استمع إلى الرئيس ترامب".

وردا على رسالة ترامب، كتب نتنياهو عبر "إكس" مساء الأربعاء: "شكرا لك، الرئيس ترامب، على دعمك الرائع. كالعادة، تدخل في صلب الموضوع مباشرةً وتتحدث بواقعية".

يواجه نتنياهو اتهامات بالفساد والرشوة وإساءة الأمانة في 3 ملفات.

يتعلق "الملف 1000" بحصوله وأفراد من عائلته على هدايا ثمينة من رجال أعمال، مقابل تقديم تسهيلات ومساعدات لهم في مجالات مختلفة.

فيما يُتهم في "الملف 2000" بالتفاوض مع ناشر صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية (خاصة) أرنون موزيس، للحصول على تغطية إعلامية إيجابية.

أما "الملف 4000" فيخص تقديم تسهيلات للمالك السابق لموقع "واللا" الإخباري شاؤول إلوفيتش، الذي كان أيضا مسؤولا بشركة "بيزك" للاتصالات، مقابل تغطية إعلامية إيجابية.

فضلا عن محاكمته محليا، أصدرت المحكمة الجنائية الدولية في 21 نوفمبر/ تشرين الثاني 2024، مذكرة لاعتقال نتنياهو؛ لارتكابه جرائم حرب وضد الإنسانية بحق الفلسطينيين في قطاع غزة.

ولمدة سنتين منذ 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، قتلت إسرائيل في حرب إبادة جماعية بغزة 69 ألفا و185 فلسطينيا، وأصابت 170 ألفا و698 جريحا، معظمهم أطفال ونساء، مع دمار هائل وخسائر بلغت نحو 70 مليار دولار.

مشاركة المقال: