الجمعة, 14 نوفمبر 2025 04:16 PM

السويداء: تجدد الاشتباكات وتبادل الاتهامات بخرق اتفاق وقف إطلاق النار

السويداء: تجدد الاشتباكات وتبادل الاتهامات بخرق اتفاق وقف إطلاق النار

لليوم الثالث على التوالي، تجددت الاشتباكات في السويداء بين قوى الأمن الداخلي التابعة لوزارة الداخلية السورية والفصائل المحلية، وسط تبادل الاتهامات بين الطرفين ببدء الهجوم وخرق الاتفاق المبرم بينهما.

أفاد مراسل عنب بلدي في درعا أن الاشتباكات تجددت بين "الحرس الوطني" وقوى الأمن الداخلي، حيث استهدفت قوات "الحرس الوطني" نقاط الأمن الداخلي بالسلاح المتوسط، مما أدى إلى إصابة سبعة عناصر من الأمن الداخلي بجروح.

من جهته، صرح محافظ السويداء، مصطفى البكور، بأن ما تقوم به بعض الفصائل المحلية في السويداء، وما يسمى بـ"الحرس الوطني"، من هجوم على نقاط فض النزاع، يُعد مخالفة صريحة للاتفاقات الدولية ويعرقل جهود الترميم والتحضير لعودة الأهالي إلى قراهم. وأضاف البكور، عبر صفحة محافظة السويداء على "فيسبوك"، أن هذه التصرفات تهدد مسار إعادة الترميم وتجهيز البنية التحتية، وتزعزع الاستقرار وتؤخر خطوات استعادة الحياة الطبيعية.

في المقابل، أصدر "الحرس الوطني"، الذي أسسه الرئيس الروحي للطائفة الدرزية، حكمت الهجري، بيانًا ذكر فيه أن محاور التماس في القطاع الغربي ومحور غرب المدينة شهدت خروقات وصفها بـ"العدوانية المنسقة" من قبل من وصفهم بـ"العصابات الإرهابية التابعة لسلطة دمشق"، بهدف زعزعة الاستقرار وإحداث تبدل ميداني في خطوط الجبهات. وأضاف "الحرس الوطني" عبر صفحته على "فيسبوك" أنه تم تسجيل هجمات على أكثر من محور، بما في ذلك هجوم من عدة اتجاهات نحو بلدة المجدل، وتحركات من المنصورة وريمة حازم باتجاه بلدتي سليم وعتيل، واستهدافات من الشقراوية وتل حديد باتجاه المحور الغربي للمدينة.

من جانبها، ذكرت قيادة الأمن الداخلي في محافظة السويداء لـ"الإخبارية" السورية أن "العصابات المتمردة" في السويداء جددت خروقات وقف إطلاق النار وقصفت مواقع في ريف المحافظة، مما أدى إلى وقوع إصابات في صفوف قوى الأمن. وأكدت قيادة الأمن الداخلي إحباط عدد من محاولات التقدم التي شنتها "العصابات" من عدة محاور في المنطقة.

وأكد مراسل عنب بلدي أن المنطقة تشهد هدوءًا حذرًا، مع انتشار قوات الأمن الداخلي في ريف السويداء الغربي. وأعلنت قوات "الحرس الوطني" أنها تمكنت من تدمير عدد من العربات القتالية المعادية، إضافة إلى سقوط قتلى في صفوف القوات المهاجمة.

وكانت اشتباكات قد وقعت في الريف الغربي للسويداء في 11 من تشرين الثاني الحالي بين قوى الأمن الداخلي والفصائل المحلية. وأفاد مراسل عنب بلدي بوقوع اشتباكات بين الجانبين في منطقتي عريقة وتل حديد. وذكر مصدر أمني أن "الحرس الوطني" استهدف بالرشاشات الثقيلة نقاطًا تتبع للأمن العام في محيط بلدتي عريقة وتل حديد، بينما نقلت وكالة "سانا" عن مصدر أمني قوله إن "مجموعات خارجة عن القانون" استهدفت بـ"قذائف الهاون والرشاشات الثقيلة تل حديد وتل أقرع بريف السويداء".

ووصف "الحرس الوطني في السويداء" ما جرى بـ"الخرق السافر والمتعمد للهدنة"، مشيرًا إلى أن "العصابات الإرهابية المرتبطة بالسلطة الحاكمة في دمشق" استهدفت المحور الغربي للمدينة عبر استخدام طائرات مسيرة.

يذكر أنه تم توقيع وقف إطلاق نار في السويداء في 19 من تموز الماضي برعاية أمريكية- أردنية، بعد اشتباكات دامية استمرت ثلاثة أيام.

بدأت أحداث السويداء في 12 من تموز الماضي، بعد عمليات خطف متبادلة بين سكان حي المقوس في السويداء وعدد من أبناء الطائفة الدرزية، وتطورت إلى اشتباكات متبادلة. وتدخلت الحكومة السورية في 14 من تموز لفض النزاع، إلا أن تدخلها ترافق مع انتهاكات بحق مدنيين من الطائفة الدرزية، مما دفع فصائل محلية للرد. وفي 16 من تموز، خرجت القوات الحكومية من السويداء، بعد تعرضها لضربات إسرائيلية، وأعقب ذلك انتهاكات وأعمال انتقامية بحق سكان البدو في المحافظة، مما أدى إلى إرسال أرتال عسكرية على شكل "فزعات عشائرية" نصرة لهم. وبعد ذلك، توصلت الحكومة السورية وإسرائيل إلى اتفاق بوساطة أمريكية، يقضي بوقف العمليات العسكرية.

مشاركة المقال: