يشكو متقاعدون وذووهم، وخاصة كبار السن والنساء، من صعوبات متزايدة في الحصول على رواتبهم من فروع المصارف العاملة في محافظة دير الزور. ويعود ذلك إلى نقص حاد في السيولة النقدية، بالإضافة إلى أعطال متكررة في أنظمة الصرف الإلكتروني، وتزامن فترات الصرف مع ازدحام شديد دون تنظيم فعال للطوابير.
نقص السيولة يزيد من الازدحام
أفاد سكان من دير الزور بأن معظم الفروع تفتح أبوابها دون توفر كميات كافية من السيولة، مما يؤدي إلى إغلاق نوافذ الصرف بعد ساعات قليلة من بدء العمل، على الرغم من استمرار وجود طوابير طويلة خارج المباني. وغالباً ما يبلغ الموظفون الزبائن بـ "انتهاء الكمية" أو "عطل تقني" في البرنامج المركزي، دون تقديم بدائل أو جداول زمنية واضحة للصرف.
"الذي يهم المواطن هو قبض الراتب"
في هذا السياق، أوضح عبد الرزاق الغسان، أحد سكان المحافظة، أنه توجه صباح الأمس إلى أحد فروع المصارف لاستلام راتب والدته المتقاعدة (300 ألف ليرة سورية)، لكنه لم يتمكن من الدخول بسبب الازدحام الشديد. وقال في حديث لمنصة سوريا 24: "ما يهم المواطن أن يقبض راتبه (القليل جداً) أول الشهر. لم أستطع بالأمس قبض راتب والدتي بسبب طوابير الانتظار، والناس حين تتعطل الشبكة بعد انتظار طويل، ترفض العودة خالي الوفاض، وتخرج معبرة عن غضبها تجاه المصارف والمسؤولين".
ويشير الغسان إلى أن طريقة إدارة الصرف، وخاصة قرارات وقف العمل المفاجئة الصادرة عن المركز في دمشق، تعيد إنتاج سيناريوهات مألوفة من مراحل سابقة، مما يزيد من الاستياء المجتمعي. وبحسب ما نقله الغسان عن عدد من الأهالي، يضطر بعض المواطنين إلى الانتظار منذ الساعة الرابعة فجراً، وقد يعودون دون استلام المبلغ، ليعودوا في اليوم التالي.
غياب الحلول وتعقيدات الإعمار
يرافق هذه الأزمة اليومية تحديات هيكلية أوسع في المحافظة، من أبرزها: تدنٍ حاد في القدرة الشرائية للرواتب، بطالة مرتفعة، خاصة بين حملة الشهادات الجامعية، ضعف تنفيذ مشاريع إعادة الإعمار، على الرغم من الوعود المتكررة، مما يحد من فرص التشغيل وتحسن الدخل، وانتشار مظاهر الفساد الإداري وسوء توزيع الموارد، بحسب شكاوى متكررة من فعاليات محلية.
ولا تزال الجهات المعنية، حسب الغسان، تفتقر إلى خطة معلنة لمعالجة أزمة السيولة أو جدولة الصرف بما يراعي الفئات الأقل قدرة على الانتظار، مثل كبار السن والمصابين بأمراض مزمنة. وفي ظل غياب مبادرات عاجلة، يبقى استلام الراتب شهرياً في دير الزور اختباراً يومياً للصبر والقدرة على التحمل، بدلاً من أن يكون حقاً مضموناً.