أعلنت وزارة الدفاع السورية عن تحديد الموقع الذي أطلقت منه الصواريخ باتجاه منطقة المزة 86 في العاصمة دمشق، وذلك في فجر يوم 15 تشرين الثاني.
وأوضح مسؤول إدارة الإعلام والاتصال، عاصم غليون، أن فريقًا عسكريًا متخصصًا تمكن من اكتشاف مكان الإطلاق من خلال دراسة زوايا سقوط الصواريخ وتجمعها. وأضاف عبر حسابه في “فيسبوك” أن الوزارة عثرت على موقع إطلاق الصواريخ التي استهدفت حي المزة، مما أدى إلى وقوع إصابات في صفوف الأهالي، مؤكدًا أن الموقع يخضع حاليًا للتأمين لاستكمال التحقيقات.
وعرض تسجيل مصور نشرته قناة “الإخبارية” الرسمية، دارات كهربائية قيل إنها استخدمت لإطلاق الصواريخ، بالإضافة إلى غطاء إغلاق صمام الصاروخ. ووفقًا للخريطة التي عرضتها “الإخبارية” في التسجيل، يقع مكان إطلاق الصواريخ في منطقة اللوان ضمن كفر سوسة على أطراف مدينة دمشق.
وبحسب النقاط التي حددتها “الإخبارية” على الخريطة، سقط أحد الصاروخين في منطقة المزة 86، بينما سقط الآخر في الطريق المؤدي إلى “قصر الشعب”.
أصيبت امرأة واحدة على الأقل جراء انفجار صاروخين من طراز “كاتيوشا” هزّا العاصمة دمشق مساء الجمعة 14 تشرين الثاني. وذكر مراسلو عنب بلدي أن الانفجارات هزت مدينة دمشق وسمع دويها في العاصمة.
وقالت إدارة الإعلام والاتصال في وزارة الدفاع لوكالة الأنباء السورية (سانا) إن دمشق تعرضت لما وصفته بـ”الاعتداء الغادر” بسقوط صاروخين من نوع “كاتيوشا” أُطلقا من أطراف المدينة باتجاه الأحياء السكنية في منطقة المزة ومحيطها. وأشارت إلى أن وزارتي الدفاع والداخلية باشرتا التحقيق في ملابسات هذا الاعتداء، وجمع الأدلة اللازمة وتحديد مسار الصواريخ ومصادر الإطلاق.
وشهدت منطقة المزة “86” انتشارًا مكثفًا لقوى الأمن لمعرفة تفاصيل الحادثة، مع توجيهات بمنع الاقتراب من مكان الحدث، بحسب شهادات سكان لعنب بلدي. ورصدت عنب بلدي إغلاق طرقات في عدد من أحياء المزة، واستنفارًا لسيارات الإسعاف.
يُذكر أن حي الـ 86 في المزة من الأحياء المكتظة بالسكان وتنتشر فيه المساكن العشوائية بكثرة، وهو لا يبعد كثيرًا عن حي المزة فيلات الذي يضم مقار أمنية ودبلوماسية. ويبعد الحي أقل من 1.5 كيلومتر عن “قصر الشعب”، وهو المقر الرئيسي لرئاسة الجمهورية، ونحو أربعة كيلومترات عن مكان إطلاق الصواريخ، وفقًا لما رصدته عنب بلدي من خرائط “جوجل”.
وسبق أن تعرضت المنطقة لغارات وضربات إسرائيلية قبل سقوط النظام، بسبب وجود قيادات إيرانية والميليشيات التابعة لها في المزة والأحياء المجاورة لها. أبرز هذه الضربات جرت في 8 تشرين الأول 2024، حيث قصفت ثلاث شقق سكنية في أبنية الـ 14 بحي المزة، ما أدى لمقتل 19 مدنيًا وإصابة 11 آخرين.
وبعد سقوط النظام، شهدت المنطقة توترات أمنية أيضًا، لا سيما في الأيام الأولى، حيث جرت اشتباكات مع مجموعات تسميها الحكومة بـ”فلول النظام البائد”. وفي 3 أيلول الماضي، انفجرت عبوة ناسفة في منطقة “المزة 86” دون وقوع خسائر بشرية. وقال قائد الأمن الداخلي في محافظة دمشق، العميد أسامة محمد خير عاتكة، إن الانفجار الذي وقع في منطقة “المزة 86” بدمشق ناجم عن عبوة ناسفة استهدفت أحد عناصر الأمن الداخلي.