في خضم التغيرات الاقتصادية المتسارعة، أثار قرار وزارة الطاقة الأخير بتخفيض أسعار المحروقات اهتماماً واسعاً في محافظة طرطوس، نظراً لتأثيره المباشر على تكاليف الحياة اليومية. وبينما رحب المواطنون بالقرار، يبقى السؤال الأهم: هل سينعكس هذا التخفيض إيجاباً على أسعار السلع والخدمات، أم سيبقى مجرد حبر على ورق؟
ترحيب شعبي مشروط
أعرب سكان طرطوس عن ترحيبهم الحذر بالتخفيض، مؤكدين أن أي انخفاض في أسعار المحروقات أمر إيجابي، نظراً لارتباطه الوثيق بتكاليف الإنتاج والنقل، وبالتالي بأسعار السلع الأساسية. وفي هذا الصدد، قال يوسف الجندي، أحد سكان طرطوس، في حديث لمنصة إخبارية: "التخفيض مقبول، وأي تخفيض سيحظى بترحيب واسع من المواطنين، لأنه يؤثر عليهم بشكل مباشر، وأي ارتفاع في الأسعار مرفوض". وأضاف: "المحروقات تدخل في كل شيء، والمازوت يدخل في كل تفاصيل الحياة، من الأفران إلى المصانع ووسائل النقل".
لكن ترحيب الجندي مشروط بمتابعة حكومية دقيقة لضمان انعكاس التخفيض على أسعار السلع المرتبطة بالمازوت، مثل الخبز والمنتجات المحلية. وأوضح: "ينتظر المواطنون أن يروا تأثير هذا القرار على أرض الواقع، خاصة على أسعار المنتجات المصنعة محلياً". وأشار إلى أن التخفيض يجب أن يكون واضحاً، على سبيل المثال، في خفض بنسبة 15% على السلع المحلية، نظراً لأهمية دور المحروقات في تكاليف الإنتاج. واختتم قائلاً: "يفترض أن يترجم هذا القرار إلى دعم مباشر للطبقة الفقيرة التي تمثل حوالي 70% من الشعب السوري".
قرار استراتيجي وتدابير رقابية
من جانبه، أكد أمجد مرتضى، مدير محروقات طرطوس، في تصريح مماثل، أن هذا التخفيض ليس إجراءً عشوائياً، بل يأتي في سياق تحسن واستقرار وضع النفط في سوريا، واصفاً إياه بأنه "الخطوة الأولى من نوعها منذ سقوط النظام البائد". وأوضح مرتضى أن القرار يهدف بشكل واضح إلى تخفيف الأعباء المالية عن المواطنين، خاصة مع دخول فصل الشتاء، الذي يزيد من الاعتماد على المازوت للتدفئة، والبنزين والديزل في النقل والخدمات.
رقابة مشددة وعقوبات قانونية
ولضمان وصول القرار إلى المستهلك، أشار مرتضى إلى أن إدارة محروقات طرطوس اتخذت إجراءات رقابية صارمة، بما في ذلك توجيه دوريات لمراقبة الجودة للقيام بجولات ميدانية على جميع محطات الوقود ومراكز توزيع الغاز، والتأكد من الالتزام بالأسعار الجديدة دون تلاعب، بالإضافة إلى اتخاذ الإجراءات القانونية ضد المخالفين، سواء عن طريق تغريمهم أو إغلاق المحطات المخالفة مؤقتاً.
الأثر المتوقع
أجاب مرتضى على سؤال حول الأثر المعيشي المتوقع قائلاً: "المشتقات النفطية من أهم المواد بالنسبة للمواطن، وانخفاض أسعارها يمثل نقطة تحول حقيقية في الوضع المعيشي، خاصة في ظل الأعباء المالية المتزايدة مع دخول فصل الشتاء".
من التخفيض الرسمي إلى الواقع اليومي
يتفق سكان طرطوس على أن القرار يمثل خطوة في الاتجاه الصحيح، لكنهم ينتظرون تطبيقه على أرض الواقع، خاصة في ثلاثة مجالات رئيسية: النقل العام والخاص، الصناعات المحلية، وأفران الخبز ومصادر التدفئة.