الأحد, 16 نوفمبر 2025 02:37 AM

توقف مفاوضات النووي: هل وصل الحوار الأمريكي الإيراني إلى طريق مسدود؟

توقف مفاوضات النووي: هل وصل الحوار الأمريكي الإيراني إلى طريق مسدود؟

تشهد المفاوضات غير المباشرة بين واشنطن وطهران لإحياء الاتفاق النووي (JCPOA) حالة من الجمود التام، وذلك بسبب إصرار إيران على الحصول على ضمانات قوية تمنع أي انسحاب أمريكي مستقبلي، في المقابل تصر واشنطن على تقييد برنامج إيران النووي المتسارع.

ومع تحول التركيز الأمريكي نحو ربط الملف النووي بضرورة الحد من النفوذ الإيراني الإقليمي، أصبحت الأمور أكثر تعقيداً، خاصة بعد تراجع التمدد الإيراني نتيجة لتداعيات هجمات السابع من أكتوبر، وضرب حلفاء إيران، والهجمات الإسرائيلية – الأميركية التي استهدفت برنامجها النووي ومصانع صواريخها الباليستية.

في ضوء هذه التطورات الإقليمية الأخيرة، ما هو المدى الذي يمكن أن تؤثر به الحرب الأخيرة على أوراق طهران التفاوضية؟ وهل يفرض هذا الواقع الجديد شروطاً مختلفة على طاولة المفاوضات؟

الموقف الإيراني: هزيمة واقعة ولا خيار سوى الاستسلام

من واشنطن، يؤكد الخبير في الشؤون الإيرانية الدكتور حسن هاشميان لـ”النهار” أن الولايات المتحدة ليست ملزمة بتقديم أي ضمانات لإيران في أي اتفاق، موضحاً أن "النظام الإيراني هُزم عسكرياً وسياسياً واقتصادياً واجتماعياً، ووكلائه دُمّروا، ولا تملك إيران اليوم سوى خيار واحد، وهو قبول الشروط الأميركية والاستسلام". ويرى هاشميان أن استمرار إيران في خطابها الهجومي لن يزيد وضعها الداخلي والخارجي إلا سوءاً.

ويضيف هاشميان أن النظام الإيراني ليس في وضع يسمح له بوضع شروط، ولا يملك أوراقاً كافية للمفاوضات، معتبراً أن الأوراق المزعومة مثل "حزب الله" هي "أوراق وهمية لا تؤثر في الواقع، بل يقتصر دورها على تهديد الشعوب المحلية". كما يرى أن الادعاء بأن القوة العسكرية الإيرانية تستطيع تهديد أميركا هو ضرب من الخيال.

استراتيجية أميركا: ربط النووي بالوكلاء

تعتبر الإدارة الأميركية أن احتواء البرنامج النووي الإيراني يتم عن طريق إضعاف نفوذ الوكلاء، فكلما تراجعت قوة الوكلاء التابعين لإيران، ضعف موقفها في الملف النووي.

ويلفت هاشميان إلى أن إيران ترفض الاعتراف بهزيمتها، على الرغم من التغيرات الكبيرة التي طرأت على الواقع الإقليمي في سوريا ولبنان وفلسطين والعراق، مما يضطر واشنطن للتعامل مع طهران وفقاً للمستجدات الجديدة.

لا أمل في تغيير السياسة الأميركية

يرى هاشميان أن هزيمة إيران وتدمير وكلائها "واقع لن يتغير مع تبدل الإدارات، وانتظار إيران لمجيء إدارة ديمقراطية تخدم مصالحها هو ضرب من الخيال". ويؤكد أن الإدارات الأميركية القادمة، سواء كانت ديمقراطية أو جمهورية، ستعمل على استثمار هزائم إيران ووضعها الحالي لخدمة مصالحها.

أزمة الضمانات تجمّد الاتفاق النووي… واشنطن ترفض ضمانات “باليد”

من طهران، يؤكد المستشار في القانون الدولي والفيزياء النووية الدكتور هادي دلول أن الولايات المتحدة لا تريد اتفاقاً يضمن حقوق الشعب الإيراني، بل تستخدم المفاوضات والقضايا المدنية الإيرانية "جسراً للوصول" وتقدير القدرة التقنية التي تخدم البرنامج النووي، مشيراً إلى أن الخلاف مستمر منذ 20 عاماً بسبب الشكوك الأميركية حول تسليح البرنامج النووي.

ويرى دلول أن أي اتفاق سابق كان "واهياً" لأنه افتقر إلى ضمانات حقيقية تحمي حقوق إيران عند خرقه، مشدداً على ضرورة أن تكون الضمانات "مضمونة باليد" وليست مجرد نصوص أممية، وفق ما تطالب طهران.

وكشف دلول عن مقترح إيراني لضمان الاتفاق، يتمحور حول المعدات البتروكيماوية الأجنبية العاملة في الخليج العربي، والتي تقدر قيمتها بما يصل إلى 160 مليار دولار. ويقوم المقترح على أنه إذا خرقت واشنطن الاتفاق، يحق لإيران حجز هذه المعدات ورفع علمها عليها لصالح الشعب. لكن هذا المقترح قوبل برفض أميركي، مما يعني أنه "لا اتفاق" بسبب غياب الضمانات.

اخبار سورية الوطن 2_وكالات _النهار اللبنانية

مشاركة المقال: