الأحد, 16 نوفمبر 2025 02:03 PM

عدي الزعبي يستكشف آفاقًا جديدة لأدب الرحلة العربية في كتابه "الظلال المتنقلة"

عدي الزعبي يستكشف آفاقًا جديدة لأدب الرحلة العربية في كتابه "الظلال المتنقلة"

دمشق-سانا: يقدم الكاتب والقاص السوري عدي الزعبي كتابه الجديد "الظلال المتنقلة"، الذي يمثل أول تجربة له في أدب الرحلات، بعد أن عرفه الجمهور في سوريا كأحد الأصوات الأدبية السورية المعاصرة البارزة.

الكتاب، الذي صدر حديثًا عن دار مرفأ للثقافة والنشر في بيروت، يوثق رحلات الزعبي قبيل سقوط النظام البائد، ويتألف من سبعة فصول في 143 صفحة من القطع المتوسط. يمثل هذا الكتاب باكورة إنتاج الزعبي في أدب الرحلات بعد مسيرة طويلة في كتابة القصص القصيرة والمقالات.

يسير الزعبي في كتابه الجديد على خطى أسامة بن منقذ، متلمسًا أثر المدن والناس. يوثق الكتاب رحلة قام بها إلى مناطق تركية محاذية لسوريا قبل شهرين فقط من سقوط النظام البائد. وأكد الزعبي في تصريح لـ سانا أن هذه الرحلة لم تكن مجرد انتقال مكاني، بل كانت مغامرة على حافة التاريخ ومحاولة للتواصل مع وطن بعيد، متتبعًا أثر المؤرخ أسامة بن منقذ في القرن الثاني عشر، الذي عاش في فترة الحروب الصليبية. وأوضح أوجه التشابه بين تجربته الفردية وتجربة أسامة في التأملات حول الاغتراب والهوية.

يرى الزعبي أن هناك تقاطعات مشتركة تجمع بين تجربته ورحلات ابن المنقذ، بما في ذلك خط الرحلة الممتد جنوب تركيا ومنطقة الجزيرة العليا، ومعايشتهما لفترات حروب طويلة، وحيرتهما كأديبين في كيفية التعامل مع أيام الحروب، وتساؤلاتهما حول العائلة والحرب ومعنى الحياة والنضال.

برأي الزعبي، يمثل كتابه ثلاثة أشكال للعلاقة بين الواقع والأدب: مدن كتب عنها نصوصًا طويلة، ومدن كتب عنها يوميات، ومدن كتب عنها مقاطع قصيرة مرتبطة بأمور لفتت انتباهه في المكان. وأشار إلى أن الكتاب ظل مشروعًا مفتوحًا لا يقدم إجابات نهائية حول كيفية التصرف في زمن الحرب، بل هو استمرار لأعمال مختلفة عن المنفى.

يشكل كتاب "الظلال المتنقلة" إضافة نوعية إلى أدب الرحلة العربي، ويفتح الباب أمام قراءات جديدة للتاريخ والهوية في ظل التحولات الراهنة، مؤكدًا أن الأدب قادر على أن يكون جسرًا بين الماضي والحاضر، وبين التجربة الفردية والذاكرة الجماعية.

يذكر أن الكاتب عدي الزعبي من مواليد دمشق عام 1981، وهو قاص وكاتب مقالات ومترجم. حاصل على إجازة في الهندسة الكهربائية من جامعة دمشق عام 2004 وإجازة في الفلسفة من الجامعة اللبنانية عام 2007 ودكتوراه في فلسفة اللغة من جامعة إيست أنجليا في بريطانيا عام 2015. له عدد من القصص والمقالات منها قلوب مكبولة، ونصف ابتسامة، وقنديل أم هاشم المفقود. اغترب عن سوريا مدة 13 سنة بسبب مواقفه المناصرة للثورة، وعاد إليها بعد تحريرها من قبضة النظام البائد.

مشاركة المقال: