الأحد, 16 نوفمبر 2025 10:57 PM

"أنا عربي حر": مسرحية سورية جريئة تدعو إلى الحرية والوعي الثقافي

"أنا عربي حر": مسرحية سورية جريئة تدعو إلى الحرية والوعي الثقافي

في عرض يمزج بين الواقع المرير والخيال الدرامي، تدعو مسرحية "أنا عربي حر" إلى الحرية والوعي الثقافي، وذلك في توقيت بالغ الأهمية بالنسبة للمجتمعين السوري والعربي. إن "أنا عربي حر" ليس مجرد عنوان، بل هو تجسيد لشعار حياة وتجربة شخصية لأبطال المسرحية الذين يواجهون تحديات اجتماعية وسياسية في ظل القمع الذي خبره المواطن العربي، وخاصة في سوريا، لتقدم المسرحية رسالة فنية تعكس صراع الإنسان ضد القمع والظلم.

تكشف المسرحية عن قصة كاتب يقدم روايته الجديدة التي تحمل الاسم نفسه "أنا عربي حر"، وهي رحلة مليئة بالصراعات والتحديات، حيث يواجه الكاتب انتقادات لاذعة من السلطات، ويتهم بنشر أفكار تتعارض مع النظام الحاكم.

رؤية فكرية في العنوان

في حوار مع عنب بلدي، أوضح مؤلف ومخرج المسرحية، حسن سمرة، أن اختيار اسم "أنا عربي حر" بدلًا من "أنا سوري حر" يهدف إلى تجسيد الفكرة العربية المشتركة التي يعيشها المواطنون في مختلف الدول العربية، حيث تتداخل القضايا السياسية والإنسانية في جميع أنحاء العالم العربي. وأكد المؤلف أن المسرحية تتناول القمع والحرمان من الحرية الذي يعاني منه كل مواطن عربي، سواء في سوريا أو في أي دولة عربية أخرى، مشيرًا إلى أن المسرحية لا تقتصر على سوريا فقط، بل تدور حول القضايا العربية الكبرى والتحديات التي تواجه الشعب العربي على مختلف الأصعدة.

رؤية وطنية وعربية شاملة

المسرحية، التي عُرضت في دار "الأوبرا" بدمشق في الفترة من 10 إلى 12 تشرين الثاني الحالي، تجمع بين القضايا الوطنية المحلية والهموم العربية المشتركة، وتتناول الأحداث التي شهدتها سوريا وبعض الدول العربية الأخرى، مع التركيز على الصراعات السياسية والاجتماعية التي تعيشها المجتمعات العربية. تروي المسرحية قصة كاتب تلقى تهديدات أمنية بسبب عمله الأدبي الذي يحمل رسائل نقدية للنظام، وعلى الرغم من القمع، يظل الكاتب متمسكًا بحريته الفكرية، مؤكدًا أن الحرية حق لا يمكن التنازل عنه، ليواجه مصيره بالقتل مع ابنه على يد عناصر الأمن الذين يخشون إنتاجه الأدبي.

أوضح المخرج أن الدافع الأساسي لإنتاج هذا العرض المسرحي هو التأكيد على أهمية حرية التعبير والنقد الثقافي، مشيرًا إلى أن المسرحية ليست مجرد عرض فني، بل هي دعوة لفتح حوار حول قضايا مهمة تمس حياة المواطن العربي، من خلال تقديم نظرة نقدية للمجتمع والأنظمة الحاكمة. وأعرب المخرج عن أمله في أن يكون هذا العرض نقطة انطلاق جديدة للمسرح السوري والعربي، ليصبح مكانًا للحرية الفكرية والإبداع الفني الذي يعكس واقعنا بكل تحدياته.

المسرح السوري في مرحلة جديدة

وفيما يتعلق بأهمية المسرحية للمسرح السوري في هذه المرحلة، أوضح المخرج أن المسرح يلعب دورًا كبيرًا في نشر الوعي والتفاعل المباشر مع الجمهور. وأشار إلى أن الفترة الحالية هي الوقت الأمثل لإعادة إحياء الحركة المسرحية في سوريا، حيث يمكن للمسرح أن يلعب دورًا رياديًا في معالجة القضايا الاجتماعية والسياسية، مؤكدًا أن المسرحية تحمل في طياتها رسالة ثقافية وإنسانية عظيمة.

مشاركة المقال: