الإثنين, 17 نوفمبر 2025 02:18 AM

تحديات الأسرة السورية: نظرة على التركيبة السكانية وتأثير الحرب و"ضاربو الخاشوقة"

تحديات الأسرة السورية: نظرة على التركيبة السكانية وتأثير الحرب و"ضاربو الخاشوقة"

يتناول خطيب بدلة في تحليله اليوم، التغيرات التي طرأت على تركيبة الأسرة السورية نتيجة الأحداث التي شهدتها سوريا في السنوات الأخيرة. يشير المحللون والمراقبون إلى أن الحرب وما خلفته من خسائر بشرية، خاصة بين الرجال، أدت إلى ارتفاع نسبة النساء في المجتمع، بالإضافة إلى زيادة نسبة البطالة وتسرب الأطفال من التعليم.

يؤكد بدلة على أن هذه الملاحظات صحيحة ومنطقية، لكنه يتساءل عما إذا كان وضع الأسرة السورية قبل الحرب مثاليًا. ويجيب بالنفي، مشيرًا إلى أن الأسرة السورية لم تكن منظمة، خاصة فيما يتعلق بالإنجاب. فغياب معايير محددة لعدد الأطفال أدى إلى تضاعف عدد السكان في العصر الحديث، مما ساهم في تدهور الوضع المعيشي للأسرة، حيث يتم تقسيم الدخل الثابت على عدد كبير من الأفراد، الذين يطلق عليهم "ضاربو الخاشوقة" كناية عن استهلاكهم للطعام.

ويلفت بدلة إلى أن تحديد جنس المولود (ذكر أم أنثى) غالبًا ما يحدد عدد الأطفال في الأسرة. فعند إنجاب الإناث، يظهر الدافع لإنجاب الذكور، وغالبًا ما يتم تسمية المولود الذكر على اسم الجد، مما يعكس استمرار الأجيال بنفس الأسماء والثقافة والمعتقدات، وحتى العقد النفسية والعقلية الذكورية. ثم يظهر الدافع لإنجاب أخ آخر للولد، مما يستمر في زيادة عدد أفراد الأسرة.

ويوضح أن الفقر الناتج عن كثرة العيال لا يقتصر على زيادة استهلاك الطعام، بل يؤثر على نوعية الطعام، وأماكن النوم، واهتمام الوالدين بالأبناء. ونتيجة لذلك، يميل الأب إلى قضاء معظم وقته خارج المنزل، تاركًا للأبناء المجال لخلق المشكلات والفوضى.

ويشير بدلة إلى صعوبة تطبيق حملات تنظيم الأسرة في المجتمع السوري بسبب الاعتقاد السائد بأن الولد يأتي ورزقه معه، حتى في ظل الظروف المعيشية الصعبة. بالإضافة إلى ذلك، تحتاج الأسرة إلى الذكور لأسباب دفاعية في ظل الانفلات الأمني، وتزايد العداء للمرأة وإخراجها من سوق العمل، مما يزيد الأعباء على الأب والأبناء الذكور.

ويختتم بدلة بالإشارة إلى أن تركيبة الأسرة السورية كانت مختلة قبل الحرب، وزادتها ظروف الحرب اختلالًا وبؤسًا.

مشاركة المقال: