الإثنين, 17 نوفمبر 2025 11:31 PM

عودة الحياة إلى ريف اللاذقية: عائلات سورية تعيد بناء بلداتها بخبرات اكتسبتها في المهجر

عودة الحياة إلى ريف اللاذقية: عائلات سورية تعيد بناء بلداتها بخبرات اكتسبتها في المهجر

اللاذقية-سانا: تواصل مئات العائلات السورية العائدة إلى بلداتها وقراها في ريف محافظة اللاذقية جهودها الحثيثة لإعادة إعمار ما دمرته الحرب، مستفيدة من الخبرات والمهارات التي اكتسبتها خلال سنوات اللجوء في تركيا.

تسعى هذه العائلات إلى المساهمة في نهضة بلدها الاقتصادية والاجتماعية، من خلال توظيف ما تعلمته في مجالات الصناعة والزراعة وغيرها.

الشيخ أحمد محمد إبراهيم، إمام مسجد في بلدة سلمى، تحدث لمراسل سانا عن تجربة التهجير القسري إلى تركيا، حيث استقبلت تركيا آلاف السوريين. وأشار إلى أن السوريين تعلموا هناك العديد من المهن في مختلف المجالات، مثل الزراعة (زراعة الفراولة والفطر والبيوت البلاستيكية، وإنتاج الأعشاب العطرية)، والتجارة، والصناعة.

على الرغم من الدمار الكبير الذي لحق ببلدة سلمى، والذي تجاوز 85 بالمئة، أكد الشيخ إبراهيم أن أكثر من مئتي عائلة عادت مباشرة بعد التحرير لإعادة بناء ما تهدم. وأضاف أنه تمكن، على الرغم من قلة الإمكانيات، من ترميم جزء من منزله، وعاد إلى الزراعة في أرضه، كما فعل بقية العائدين الذين استأنفوا العمل في أراضيهم، وافتتح بعضهم ورشاً صناعية ومعامل.

من جهته، روى مصطفى عزيز الشيخ، من أهالي بلدة سلمى، قصة تهجيره إلى تركيا، معرباً عن شكره للحكومة والشعب التركي على استضافة المهجرين السوريين. وأكد عزمه على مواصلة العمل والبناء في بلدته.

أما فاخر حسن حمدو، من قرية مرج خوخة وصاحب ورشة لصناعة الأساس المعدني، فأوضح أنه بدأ رحلة التهجير في عام 2014 بالعمل في المعامل في تركيا، ثم تمكن من افتتاح معمله الخاص. ومنذ الأيام الأولى للتحرير، قرر العودة إلى بلدته ليكون من أوائل العائدين، داعياً الشباب السوري إلى العودة من أجل بناء بلدهم.

تمثل عودة العائلات المهجرة خطوة أساسية في إعادة إعمار سوريا. فمن رحم المعاناة، ينهض السوريون من حالة اللجوء إلى دور الصانع، مؤكدين أن إعادة بناء الإنسان هي الأساس الذي تُبنى عليه كل أساسات الوطن.

مشاركة المقال: