نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" تحقيقاً مؤثراً يوثّق شهادات حية لمعتقلات سابقات عايشن أهوال سجون النظام السوري المخلوع. تكشف هذه الشهادات النقاب عن فصول مروعة من التعذيب والانتهاكات التي طالت النساء والأطفال على حد سواء.
تؤكد الصحيفة أن آثار هذه الجرائم لا تزال ماثلة في حياة آلاف العائلات التي لم تلتئم جراحها بعد، رغم سقوط نظام الأسد. استندت الصحيفة في تحقيقها إلى شهادات جمعتها مجموعات دعم نظمتها "رابطة معتقلي ومفقودي صيدنايا".
تُظهر هذه الشهادات حجم الانتهاكات المنظمة التي تعرضت لها النساء داخل المعتقلات، بدءًا من الاعتقال التعسفي دون مسوغ قانوني، مروراً بالتعذيب الجسدي والنفسي الممنهج، وصولاً إلى استهداف الأطفال أثناء التحقيقات.
نقلت الصحيفة عن ناجية من ريف حلب تفاصيل اعتقالها المروع مع أطفالها الأربعة في تشرين الثاني 2014 داخل سجن تحت الأرض. كان ذنبها الوحيد هو الاشتباه بأنها زوجة مقاتل معارض. تروي الناجية كيف تعرضت للضرب المبرح الذي أفقدها وعيها، وكيف أُجبرت على مشاهدة المحققين وهم ينهالون ضرباً على أطفالها في عدة أفرع أمنية، بما في ذلك فرع الخطيب.
تأتي هذه الشهادات لتضاف إلى سلسلة إفادات أخرى وثقتها منظمات حقوقية مختلفة حول الانتهاكات المرتكبة في السجون السورية منذ اندلاع النزاع. وكانت "رابطة معتقلي ومفقودي صيدنايا" ومنظمات دولية أخرى قد وثقت بالفعل أنماطاً مشابهة من التعذيب واحتجاز الأطفال وحرمان العائلات من المعلومات حول مصير ذويها.
تأمل منظمات حقوقية أن تساهم هذه الشهادات المنشورة في زيادة الضغط على الهيئات الدولية لحملها على متابعة ملفات المعتقلين والمفقودين بجدية أكبر. وفي الوقت نفسه، تواصل "رابطة معتقلي ومفقودي صيدنايا" جهودها لجمع المزيد من الإفادات وتحويلها إلى ملفات قانونية متكاملة، تمهيداً لاستخدامها في آليات المساءلة الدولية.