الثلاثاء, 18 نوفمبر 2025 12:26 PM

توأمة حلب وبورصا: شراكة اقتصادية واستثمارات واعدة.. إلى أين تتجه العلاقات السورية التركية؟

توأمة حلب وبورصا: شراكة اقتصادية واستثمارات واعدة.. إلى أين تتجه العلاقات السورية التركية؟

شهدت العلاقات الاقتصادية السورية التركية تطورات مهمة، تجسدت في توقيع اتفاقية توأمة بين غرفتي تجارة حلب وبورصا التركية، بالإضافة إلى سلسلة اجتماعات مكثفة مع كبار رجال الأعمال. واتفق الطرفان خلال اجتماع منفصل على وضع آلية تنظيمية مفصلة لتسهيل نقل البضائع والركاب، وذلك في إطار الجهود المبذولة لتعزيز التعاون الثنائي بين البلدين.

في ختام زيارة رسمية إلى تركيا، احتضنت ولاية بورصا مراسم توقيع اتفاقية التوأمة بين غرفتي تجارة بورصا وحلب، يوم الاثنين، برعاية المهندس عزام الغريب، محافظ حلب، وأرول إيلدز، والي بورصا. ويهدف هذا الاتفاق، وفقًا لبيان صادر عن محافظة حلب، إلى "تعزيز التبادل التجاري، وتبادل الخبرات الصناعية، وتشجيع الاستثمارات المشتركة" في قطاعات حيوية مثل النسيج والصناعات الغذائية والمواد الإنشائية، وذلك لدعم جهود إعادة الإعمار في حلب، التي توصف بأنها "عاصمة الصناعة السورية".

لقاءات موسعة مع رجال الأعمال

لم تقتصر الزيارة على توقيع الاتفاقية، بل شملت أيضًا اجتماعًا موسعًا للمحافظ مع رجال الأعمال السوريين في بورصا، تلاه لقاء مشترك مع نظرائهم الأتراك في غرفة تجارة بورصا. وتم خلال هذه اللقاءات استعراض الفرص الاستثمارية المتاحة ومناقشة دور حملة "حلب ستّ الكل" في دعم بيئة الأعمال.

كما التقى وفد من جمعية رجال الأعمال والصناعيين المستقلين الأتراك "موصياد"، حيث أكد المحافظ الغريب على "أهمية تطوير التعاون مع المجتمع الاقتصادي التركي"، مشيرًا إلى أن حلب "تمتلك مقومات واسعة تتيح إقامة مشاريع استثمارية قادرة على دعم مسار التعافي الاقتصادي". من جانبه، أعرب برهان أوزدمير، رئيس "موصياد"، عن استعداد الجمعية للتعاون في مشاريع صناعية وتجارية مشتركة وتشجيع الشركات التركية على دخول الأسواق السورية.

تسهيل النقل البري

بالتوازي مع الحراك الاقتصادي، عقدت اللجنة الفنية السورية التركية اجتماعاً افتراضياً متخصصاً عبر الفيديو، لمناقشة الإجراءات التنفيذية لتنظيم عمليات نقل البضائع والركاب بين البلدين. واتفق الجانبان، بحسب ما أعلنته وكالة "سانا" الرسمية، على عدد من النقاط الأساسية، منها:

  • منح تأشيرات السائقين حصرياً عبر السفارات.
  • اعتماد أوزان وأطوال موحدة للمركبات وفق المعايير الدولية.
  • السماح للشاحنات السورية بالتفريغ داخل الأراضي التركية.
  • منع تحميل الشاحنات السورية من تركيا باتجاه دول الخليج حالياً، وكذلك منع دخول الشاحنات السورية الفارغة إلى الأراضي التركية.

كما ناقش الاجتماع إعادة تفعيل نقل الركاب بالسيارات السياحية والحافلات، والاتفاق على عقد ورشة عمل مستقبلية لوضع تصور مشترك لإحياء هذا القطاع.

يأتي هذا النشاط الاقتصادي المكثف في إطار جهود التعافي المستمرة، حيث كان محافظ حلب قد بحث، مع وفد ألماني رفيع المستوى برئاسة كليمنس هانش، القائم بأعمال السفارة الألمانية، سبل دعم مشاريع التعافي المبكر والتنمية في المحافظة.

ماذا تعني التوأمة؟

توأمة المدن (أو المدن الشقيقة) هي اتفاقية تعاون بين مدينتين أو ولايتين من بلدين مختلفين، تهدف إلى تعزيز التفاهم الثقافي والتبادل الاقتصادي والتعاون في مجالات متنوعة. وفي حالة حلب وبورصا فإن اتفاقية التوأمة بين غرفتي التجارة في المدينتين تركز بشكل أساسي على الجانب الاقتصادي والتجاري من العلاقة، حيث تهدف إلى تعزيز التبادل التجاري بين الشركات في البلدين، وتبادل الخبرات في مجالات الصناعة (كالنسيج والصناعات الغذائية)، وتشجيع الاستثمارات المشتركة، خاصة في قطاعات إعادة الإعمار.

مشاركة المقال: