الأربعاء, 19 نوفمبر 2025 02:10 AM

طيران الإمارات تحدث ثورة في تجربة الركاب بإطلاق خدمة إنترنت ستارلينك المجانية على متن أسطولها

طيران الإمارات تحدث ثورة في تجربة الركاب بإطلاق خدمة إنترنت ستارلينك المجانية على متن أسطولها

أعلنت طيران الإمارات عن بدء تركيب هوائيات ستارلينك على طائراتها من طراز بوينغ 777 ابتداءً من نوفمبر 2025، وذلك ضمن خطة شاملة لتغطية جميع طائرات أسطولها البالغ عددها 232 طائرة، بما في ذلك طرازات A380، بحلول منتصف عام 2027.

ستكون هذه الخدمة مجانية لجميع الركاب، بغض النظر عن درجة مقعدهم (اقتصادية، رجال أعمال، أولى)، ودون الحاجة إلى عضوية في برنامج الولاء "سكاي واردز" أو دفع أي رسوم إضافية.

من المتوقع أن يتم تركيب هوائيات ستارلينك على حوالي 14 طائرة شهريًا خلال عملية التحديث. سيتم تركيب هوائيين في كل طائرة بوينغ 777، وثلاثة هوائيات في كل طائرة A380 لضمان أعلى مستوى من التغطية والقدرة.

تتيح هذه الخدمة اتصالاً فائق السرعة يضاهي جودة الإنترنت الأرضي حتى أثناء الطيران على ارتفاعات عالية، مما يمكّن الركاب من البث المباشر، ومكالمات الفيديو، والألعاب، والعمل وتصفح الإنترنت عبر الأجهزة الشخصية وشاشات المقاعد.

كما كشفت الشركة عن خطط لبث تلفزيوني مباشر عبر ستارلينك، يبدأ أولاً على أجهزة الركاب الشخصية، ومن ثم على شاشات المقاعد اعتبارًا من ديسمبر 2025.

يتزامن هذا الإعلان مع جهود طيران الإمارات المستمرة لتحديث أسطولها من خلال برنامج إعادة تجهيز يشمل تحسينات في فئات المقصورات وتقنيات الترفيه على متن الطائرة.

يعكس هذا التوجه توجهًا أوسع في قطاع الطيران نحو ترقية الاتصال الجوي، خاصة مع دخول المنافسين في شراكات مع ستارلينك لتوفير إنترنت عالي السرعة أثناء الرحلات.

يمثل التعاون مع ستارلينك (شركة تابعة لشركة سبيس إكس) تحولاً في نموذج الاتصال الجوي من الاعتماد على الاتصالات الأرضية أو الأقمار الصناعية التقليدية إلى بنية تحتية فضائية منخفضة المدار (LEO) تقدم تناقل بيانات أسرع وكمونًا منخفضًا.

ترفع هذه الخطوة من القيمة المضافة التي تقدمها طيران الإمارات لعملائها، مما يمنحها ميزة تنافسية قوية في سوق الطيران الدولي، لا سيّما من حيث الراحة والإنتاجية الرقمية أثناء الرحلات الطويلة.

يعكس استخدام ستارلينك التزام الإمارات بتبني بنى تحتية فضائية متطورة، وقد يكون هذا الابتكار نموذجًا يحتذى به في قطاع الطيران العالمي.

هناك مناقشات حول الأبعاد التنظيمية لتقديم إنترنت فضائي على متن الطائرات، مثل التراخيص، حماية بيانات الركاب، وتأمين القنوات الفضائية ضد التهديدات السيبرانية.

قد يُحمّل إطلاق إنترنت مجاني طيران الإمارات تكاليف باهظة أولية، لكن الفائدة طويلة الأجل قد تأتي من زيادة ولاء الركاب، وتحسين السمعة التكنولوجية، وجذب عملاء يبحثون عن اتصال متواصل حتى أثناء السفر.

من المتوقع أن تركز طيران الإمارات في المرحلة القادمة على صيانة وتشغيل الهوائيات بشكل مستدام، وضمان أن الخدمة تعمل بأعلى جودة في جميع أفراد الأسطول. ويمكن أن تشهد الشركة شراكات إضافية مع جهات تكنولوجية ومزودي خدمة لزيادة قدرات البث المباشر والخدمات الرقمية على متن الطائرات.

على المستوى التنظيمي، قد تحتاج الإمارات إلى تحديث الأطر القانونية والتعاقدية الخاصة بالاتصال الفضائي في الطيران، خاصة عند التعامل مع بيانات الركاب والبنية التحتية الفضائية.

على المدى البعيد، قد تُحفّز هذه المبادرة صناعات أخرى في الدولة (مثل السياحة، العمل عن بُعد عبر الطيران، التعليم) للاستفادة من الاتصال الدائم والموثوق أثناء التنقّل.

إن مبادرة طيران الإمارات لتوفير إنترنت ستارلينك المجاني على جميع طائراتها تشكل تحوّلاً استراتيجيًا في قطاع الطيران، ليس فقط على نحو تجميلي لخدمة الركاب، بل كتعبير عن رؤية تكنولوجية مستقبلية. من خلال هذا المشروع، تدمج الإمارات بين طموحها في الريادة الرقمية وقدرتها على تطبيق تقنيات الفضاء الحديثة داخلياً، مما قد يؤسس لمرحلة جديدة من الاتصال الجوي العالمي.

مشاركة المقال: