الثلاثاء, 18 نوفمبر 2025 03:58 PM

مقترح روسي لإعادة الدوريات إلى جنوب سوريا يثير نقاشات مع دمشق

مقترح روسي لإعادة الدوريات إلى جنوب سوريا يثير نقاشات مع دمشق

كشف مصدر سوري مقرّب من الحكومة السورية لـ”هيئة البث الإسرائيلية” (كان) عن تقديم موسكو مقترحًا لدمشق خلال الأشهر الماضية يقضي بعودة الدوريات الروسية إلى المنطقة الحدودية، بهدف العمل كقوة فاصلة بين القوات السورية والإسرائيلية. وأشار المصدر إلى أن الحكومة السورية لم توافق بعد على الطلب الروسي، وأن المقترح لا يزال قيد الدراسة.

وألمح مصدر سوري آخر إلى أن إدخال الوجود الروسي جنوب سوريا ضمن أي تفاهم أمني محتمل بين دمشق وتل أبيب ليس مستبعدًا، خاصة مع تكثيف الاتصالات السياسية بين الجانبين الروسي والإسرائيلي. ووفقًا لما نقله تلفزيون “روسيا اليوم” في 15 تشرين الثاني، ناقش رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سبل إرساء الاستقرار في سوريا.

يُذكر أن إسرائيل لم تُبدِ اعتراضًا على نفوذ موسكو في سوريا، وكانت القوات الروسية قد انتشرت سابقًا في 8 نقاط عسكرية في منطقة “فض الاشتباك” على طول الحدود بين الجولان السوري المحتل ومحافظة القنيطرة في تشرين الأول 2024. وفي 17 تشرين الثاني، أجرى وفد مشترك من وزارتي الدفاع السورية والروسية جولة ميدانية شملت عددًا من النقاط والمواقع العسكرية في الجنوب السوري، بهدف الاطلاع على الواقع الميداني في إطار التعاون القائم بين الجانبين، وفقًا لما نقلته “الوكالة السورية للأنباء” (سانا).

تفاصيل زيارة الوفد الروسي

أفاد مصدر من محافظة القنيطرة، طلب عدم الكشف عن هويته لأسباب أمنية، بأن رتلًا مكونًا من نحو 30 سيارة يُعتقد أنه سوري-روسي وصل إلى محافظة القنيطرة في 17 تشرين الثاني. وسلك الرتل الطريق الغربي للقنيطرة، وهو طريق شبه مقطوع بسبب الوجود العسكري الإسرائيلي والرصد المستمر للمنطقة، مرورًا بقرى بئر عجم وبريقة ورويحينة وأم العظام والقحطانية ودوار العلم والحميدية، وهي بلدات تتوغل فيها القوات الإسرائيلية بشكل شبه يومي.

وتوقفت السيارات في موقعين يُعدّان من أبرز النقاط التي شهدت انتشارًا روسيًا في عهد نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد، وهما منطقة الناصرية التي كانت تضم قاعدة روسية، ومنطقة الحيران التي تواجد فيها ضباط روس سابقًا، بحسب المصدر. وضمت منطقة حيران عددًا من السرايا العسكرية القديمة التابعة لجيش نظام الأسد المخلوع، على مسافة تقارب ثلاثة كيلومترات من خط الحدود، “من دون تنفيذ أي نشاط واضح”.

ورصدت عنب بلدي، بحسب ناشطين من محافظة القنيطرة، استنفارًا أمنيًا في الجانب السوري، حيث أقام جهاز الأمن الداخلي حواجز ودوريات في بلدات مختلفة، مع تفتيش وتدقيق على الحواجز. وأقام الأمن الداخلي حواجز في كل من الحيران، وسويسة، ونبع الصخر، وأم باطنة، وجبا، وخان أرنبة، ومدينة السلام (البعث سابقًا)، والكوم، بحسب الناشطين الذين تواصلت معهم عنب بلدي.

نقاط عسكرية روسية سابقة

أنشأت القوات الروسية في سوريا 8 نقاط عسكرية في منطقة “فض الاشتباك”، على طول الحدود بين الجولان السوري المحتل ومحافظة القنيطرة. وذكرت وكالة “سبوتنيك” الروسية في تقرير لها في 9 تشرين الثاني 2024، أن النقطة الواقعة في موقع “تل أحمر” التي رفع فيها العلم الروسي تهدف “لحماية المنطقة من أي اختراقات محتملة، وسط توتر شديد تشهده مناطق الاشتباك المعقدة في سوريا ولبنان وفلسطين وإسرائيل”.

وقال نائب قائد القوات الروسية العاملة في سوريا، ألكسندر روديونوف، في تصريح صحفي للوكالة إنه مع نقطة “تل أحمر”، تكون روسيا قد افتتحت ثماني نقاط مراقبة وذلك خلال فترة تصل إلى عامين. وسبق أن أعادت روسيا تسيير دورياتها في الجنوب السوري مطلع تشرين الثاني 2023، بعد غياب استمر لأكثر من عام، إذ تجولت دورية عسكرية روسية جنوبي القنيطرة بين بلدة المعلقة وغدير البستان بالقرب من سرية “الصفرة” التابعة لـ”اللواء 90″ التابعة للنظام السابق جنوبي المحافظة.

مشاركة المقال: