الأربعاء, 19 نوفمبر 2025 07:25 PM

تحذير أممي: تسارع استخدام الذكاء الاصطناعي في الرعاية الصحية يهدد سلامة المرضى

تحذير أممي: تسارع استخدام الذكاء الاصطناعي في الرعاية الصحية يهدد سلامة المرضى

جنيف-سانا: حذرت منظمة الصحة العالمية في أوروبا من التوسع السريع في استخدام الذكاء الاصطناعي في قطاع الرعاية الصحية، مؤكدةً أن هذا التوسع يحدث دون وجود الضمانات القانونية الضرورية لحماية المرضى والعاملين في هذا المجال.

أفاد تقرير نشرته منظمة الصحة العالمية على موقع أخبار الأمم المتحدة بأن "الذكاء الاصطناعي يحمل في طياته إمكانات هائلة لتطوير الرعاية الصحية والطب على مستوى العالم، بهدف تحسين صحة الأفراد وتخفيف الأعباء عن كاهل العاملين الصحيين. ومع ذلك، يظل السؤال المطروح: من يتحمل المسؤولية عندما يرتكب نظام ذكاء اصطناعي، مستخدم في التشخيص الطبي، خطأ أو يتسبب في ضرر؟".

وكشف التقرير عن أن الاستعدادات لا تزال متفاوتة وغير مكتملة، حيث أن أربع دول فقط في منطقة أوروبا لديها استراتيجية وطنية مخصصة للذكاء الاصطناعي في مجال الصحة، بينما تعمل سبع دول أخرى على تطوير هذه الاستراتيجية، من بين إجمالي 50 دولة شملها التقرير في المنطقة الأوروبية.

وبحسب التقرير، تواجه اللوائح التنظيمية صعوبة في مواكبة التطورات التكنولوجية في جميع أنحاء المنطقة. وأشارت حوالي 9 من كل 10 دول إلى أن الغموض القانوني يمثل العائق الرئيسي أمام تبني الذكاء الاصطناعي، بينما ذكرت 8 من كل 10 دول أن القيود المالية تشكل عقبة رئيسية. وفي الوقت نفسه، تمتلك أقل من دولة واحدة من كل 10 دول معايير للمسؤولية عن الذكاء الاصطناعي في مجال الصحة، تحدد من يتحمل المسؤولية في حال ارتكب نظام الذكاء الاصطناعي خطأ أو تسبب في ضرر.

وفي هذا السياق، نبه الدكتور هانز هنري كلوج، المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لمنطقة أوروبا، إلى أنه في الوقت الذي أصبح فيه الذكاء الاصطناعي واقعاً ملموساً لملايين العاملين في مجال الصحة والمرضى في جميع أنحاء المنطقة الأوروبية، فإن "غياب استراتيجيات واضحة، وخصوصية البيانات، والحواجز القانونية، والاستثمار في محو أمية الذكاء الاصطناعي، قد يؤدي إلى تفاقم أوجه عدم المساواة بدلاً من الحد منها".

وأشارت مديرة أنظمة الصحة في منظمة الصحة العالمية في أوروبا، الدكتورة ناتاشا أزوباردي موسكات، إلى أن "الذكاء الاصطناعي يمكن أن يستخدم إما لتحسين صحة الناس ورفاهيتهم، وتخفيف العبء عن العاملين الصحيين المنهكين، وخفض تكاليف الرعاية الصحية، أو قد يقوض سلامة المرضى، ويمس بالخصوصية، ويرسخ عدم المساواة في الرعاية... والخيار لنا في ذلك".

من جانبه، قال المستشار الإقليمي للبيانات والذكاء الاصطناعي والصحة الرقمية في المنظمة، الدكتور ديفيد نوفيلو أورتيز: إنه "في غياب معايير قانونية واضحة، قد يتردد الأطباء في الاعتماد على أدوات الذكاء الاصطناعي، وقد لا يكون أمام المرضى سبيل واضح للإنصاف في حال حدوث أي مشكلة".

يشهد العالم طفرة كبيرة في استخدام الذكاء الاصطناعي في مختلف المجالات، وسط تساؤلات حول الإيجابيات والسلبيات التي يمكن أن تنجم عن هذا الاستخدام.

مشاركة المقال: