قرطبة-سانا: شاركت سوريا في الدورة الـ 122 للمجلس الدولي للزيتون، التي استضافتها وزارة الزراعة والثروة السمكية والأغذية الإسبانية في مدينة قرطبة، وذلك احتفالاً باليوم العالمي لشجرة الزيتون.
وشهدت الدورة اعتماد "إعلان قرطبة"، وهي وثيقة استراتيجية تهدف إلى رسم رؤية موحدة لتنمية مستدامة لقطاع الزيتون على مستوى العالم. وقد تم توقيع الإعلان من قبل وزارات الزراعة في الدول الأعضاء، بالإضافة إلى عدد من المنظمات الدولية الشريكة.
يؤكد الإعلان على الأهمية الحضارية والرمزية لشجرة الزيتون، وارتباطها الوثيق بالتاريخ والسلام، فضلاً عن دورها الحيوي في تحقيق الأمن الغذائي، وتعزيز صحة الإنسان، وحماية التنوع البيولوجي، ومكافحة التصحر، والحد من آثار التغير المناخي.
الزيتون: دعامة أساسية للاقتصاد السوري
أوضح معاون وزير الزراعة، باسل السويدان، في كلمته خلال الفعالية، أن قطاع الزيتون يمثل ركيزة أساسية في الاقتصاد الزراعي والريفي في سوريا، ويسهم بشكل كبير في توفير سبل العيش لمئات الآلاف من الأسر.
وأشار السويدان إلى الأهمية التي توليها سوريا لتطوير الإنتاج وتحسين الجودة، وتبني ممارسات زراعية مستدامة، بهدف تعزيز قدرة المنتج السوري على المنافسة في الأسواق الإقليمية والدولية.
وأكد السويدان أن "إعلان قرطبة" يمثل وثيقة استراتيجية بالغة الأهمية، تضع رؤية مشتركة لمستقبل قطاع الزيتون على الصعيد العالمي، وتعكس إرادة جماعية لحماية هذا القطاع والحفاظ على تنوعه الوراثي، ودعم صغار المزارعين، وتطوير سلاسل القيمة، والارتقاء بقدرات الدول على مواجهة التحديات المناخية.
ودعا السويدان المجلس الدولي للزيتون إلى تفعيل عضوية سوريا، وتقديم الدعم اللازم لعودتها إلى مكانها الطبيعي داخل المجلس، بما يتيح لقطاع الزيتون السوري استئناف دوره الفعال في العمل الدولي المشترك.
وفي ختام أعمال الدورة، تم انتخاب المغرب لرئاسة المجلس الدولي للزيتون لعام 2026، وذلك وفقاً للأنظمة الداخلية المعمول بها في المجلس.
يذكر أن المجلس الدولي للزيتون تأسس عام 1959 في مدريد تحت إشراف الأمم المتحدة، وهو الهيئة الحكومية الدولية الوحيدة المتخصصة في زيت الزيتون وزيتون المائدة، ويقوم بدور محوري في تطوير القطاع على مستوى العالم، ويضم في عضويته عدداً من الدول العربية والأجنبية المنتجة والمصدرة للزيتون ومنتجاته.