السبت, 22 نوفمبر 2025 05:07 PM

السيطرة على حرائق اللاذقية بعد جهود مضنية.. والدفاع المدني في حالة تأهب

السيطرة على حرائق اللاذقية بعد جهود مضنية.. والدفاع المدني في حالة تأهب

تمكنت فرق الدفاع المدني السوري وأفواج الإطفاء في مديرية الطوارئ وإدارة الكوارث في محافظة اللاذقية من إخماد سلسلة حرائق اندلعت مساء الجمعة. وأفاد مدير الطوارئ وإدارة الكوارث في اللاذقية، عبد الكافي الكيال، بأن أكبر الحرائق كان في قرية باشورة في جبل التركمان بريف اللاذقية الشمالي، واستغرق العمل عليه أكثر من 10 ساعات بسبب طبيعته الحراجية، وفقًا لبيان صادر عن محافظة اللاذقية اليوم السبت 22 من تشرين الثاني.

وأوضح الكيال أن من أبرز الصعوبات التي واجهتهم هي شدة الرياح واتساع المنطقة المتضررة. وأكد أن فرق الدفاع المدني أنهت عملية التبريد صباح اليوم، وهي الآن في مرحلة المراقبة بالتزامن مع مراقبة الحرائق الأخرى القريبة، مثل حرائق باب النوى وزويك، التي تمت السيطرة عليها بعد ساعات قليلة من المكافحة. وأشار إلى أن الفرق ستراقب الحرائق على مدار الـ 45 ساعة القادمة، مؤكدًا السيطرة الكاملة على جميع الحرائق في ريف اللاذقية الشمالي.

وكان قائد فريق مركز الدفاع المدني في اللاذقية، محمود الشريقي، قد أوضح أن وعورة التضاريس وسرعة الرياح ووجود ذخائر غير متفجرة من مخلفات الحرب في محيط بعض المواقع، شكلت صعوبات كبيرة أمام عمليات إخماد الحريق في قرية باشورة. وأشار في حديثه مع “وكالة الأنباء السورية” (سانا) إلى أن الفرق عملت بكامل طاقتها للسيطرة على النيران ومنع انتشارها. ويشهد الساحل السوري سلسلة متواصلة من الحرائق التي تتجدد بين الحين والآخر.

25 نقطة إطفاء في غابات اللاذقية

وكانت وزارة الطوارئ وإدارة الكوارث السورية قد أعلنت في 23 من تشرين الأول الماضي عن نشر 25 نقطة إطفاء متقدمة في غابات اللاذقية، استعدادًا لموسم حرائق الغابات. وأوضحت الوزارة أنها تنفذ بالتعاون مع وزارة الزراعة خطة وقائية شاملة لتعزيز جاهزية الاستجابة السريعة في المناطق الحرجية والغابات. وتشمل الخطة نشر 25 نقطة إطفاء متقدمة في غابات محافظة اللاذقية، والتي جاءت نتيجة دراسة ميدانية دقيقة، لضمان أعلى مستويات الفعالية في الرصد والتدخل الفوري، بحسب الوزارة. وأشارت وزارة الطوارئ إلى أن كل نقطة تتألف من أربعة رجال إطفاء مدعومين بسيارة أو صهريج إطفاء، تعمل على مدار الساعة كمراكز للمراقبة والاستجابة الفورية لأي طارئ. ونوهت الوزارة إلى أنه بدأ تنفيذ هذه الإجراءات مع بداية تشرين الأول الحالي، ومن المخطط أن تستمر حتى منتصف تشرين الثاني المقبل، تماشيًا مع استمرار موسم حرائق الغابات الناجم عن موجة الجفاف.

واعتبرت وزارة الطوارئ أن تنفيذ الخطة الوقائية يأتي في إطار تعزيز الجهود الوقائية لحماية الثروة الحرجية، والحد من أخطار الحرائق.

9600 حريق هذا العام

أعلن وزير الطوارئ وإدارة الكوارث، رائد الصالح، في 21 من تشرين الأول الماضي، أن فرق الإطفاء في الوزارة استجابت لأكثر من 9,600 حريق في مختلف المحافظات السورية منذ بداية عام 2025 وحتى نهاية أيلول الماضي. وقال الصالح، إن حرائق الغابات والحقول الزراعية بلغت أكثر من 2,100 حريق، ما يعكس حجم التحديات البيئية والمناخية التي تواجهها سوريا خلال موسم الصيف. وتعاملت الفرق مع نحو 2000 حريق في منازل المدنيين، إضافة إلى مئات الحرائق في المحال التجارية ومكبات النفايات والحدائق والمباني العامة.

وسجل شهر حزيران أعلى معدل للاستجابات بأكثر من 1670 عملية إطفاء، تلاه تموز بـ1299 عملية، ثم آب بـ1295 عملية، وهو ما يعكس ارتفاع المخاطر خلال ذروة الصيف، وضرورة رفع جاهزية الاستجابة والوعي الوقائي في المجتمع. واعتبر الوزير أن مواجهة حرائق الغابات والحقول مسؤولية مشتركة، تتطلب تعاونًا مجتمعيًا واسعًا والتزامًا دقيقًا بإرشادات السلامة، داعيًا المواطنين إلى تجنب إشعال النيران في الأماكن المكشوفة، وعدم رمي أعقاب السجائر في الأحراج والمزارع.

ومع اقتراب فصل الشتاء، تزداد حرائق مواد التدفئة التي تشكل خطرًا كبيرًا على حياة السكان، ولا سيما في المخيمات، أضاف الصالح. وأكد أهمية الالتزام بإجراءات السلامة، مشددًا على أن كل التزام من مواطن هو خط دفاع إضافي لحماية البيئة والوطن من خطر الحرائق، وحماية للعائلة والمجتمع من مخاطر جسيمة قد تهدد حياتهم. وكانت آخر الحرائق الحرجية في أواخر أيلول الماضي، في ريفي اللاذقية وحمص. مدير مديرية الطوارئ وإدارة الكوارث في اللاذقية، عبد الكافي كيال، قال حينها إن الحرائق نشبت بشكل متتالٍ في مناطق متباعدة عن بعضها، ما عاق وصول فرق الإطفاء إليها، مشيرًا إلى أن انتشار الألغام ومخلفات الحرب وسرعة الرياح، أبرز الصعوبات التي تعترض عمل الفرق في الوصول إلى بؤر النيران.

مشاركة المقال: