السبت, 22 نوفمبر 2025 06:12 PM

سوريا تتعهد بطي صفحة الأسلحة الكيميائية وتكشف تفاصيل صادمة عن برنامج الأسد

سوريا تتعهد بطي صفحة الأسلحة الكيميائية وتكشف تفاصيل صادمة عن برنامج الأسد

في خطوة ذات دلالة رمزية وعملية، أكد الدكتور محمد كتوب، مندوب سوريا الدائم الجديد لدى منظمة حظر الأسلحة الكيميائية (OPCW)، التزام بلاده بالعمل الجاد للتخلص من تركة الأسلحة الكيميائية الثقيلة التي خلفها النظام البائد. وشدد على أن مخلفات هذه الأسلحة لا تزال تمثل "خطراً كبيراً" يهدد المدنيين.

جاءت تصريحات الدكتور كتوب خلال اتصال مرئي مع قناة الإخبارية من مقر البعثة السورية في لاهاي، وذلك عقب إعادة وزارة الخارجية السورية تفعيل بعثتها الدائمة لدى المنظمة الدولية وتعيين الدكتور كتوب ممثلاً دائماً لها. وأوضح أن "سوريا اليوم دولة مسؤولة تلتزم بتعهداتها الدولية"، في إشارة واضحة إلى رغبة دمشق في البدء بمرحلة جديدة تختلف جذرياً عن سياسات النظام السابق.

من جانبه، أشار وزير الخارجية السوري، أسعد حسن الشيباني، إلى أن تعيين المندوب الدائم لدى المنظمة يعكس "التزام سوريا بإغلاق صفحة الإرث الأسود الذي خلفه النظام البائد".

البرنامج خاص بحقبة الأسد

تبنت البعثة السورية الجديدة خطاباً واضحاً يهدف إلى فصل مسؤولية الدولة السورية الحالية عن جرائم الماضي. وأكد الدكتور كتوب أن "الشعب السوري كان ضحية استخدام السلاح الكيميائي على مدى 12 عاماً"، معتبراً أن "العدالة للضحايا ومحاسبة الجناة تشكل محوراً أساسياً في مقاربة سوريا لهذا الملف".

وفي سياق متصل، قامت دمشق بتغيير مسمى البرنامج الكيميائي ليصبح "برنامج حقبة الأسد"، وهو ما اعتبره الدكتور كتوب "تصحيحاً للسردية"، مؤكداً أنه "لا علاقة للجمهورية العربية السورية بهذا الإرث الثقيل".

وكشف المندوب السوري عن جهود مكثفة تبذلها بلاده على الصعيدين الميداني والدبلوماسي، حيث "يعمل الجيش السوري والجهات المختصة منذ اليوم الأول للتحرير على تأمين وحماية المواقع المشتبه بوجود مخلفات كيميائية فيها، والتي يبلغ عددها نحو 100 موقع، تمت زيارة 23 موقعاً منها حتى الآن".

وأضاف أن سوريا تسعى جاهدة لاستعادة حقوقها داخل المنظمة، مشيراً إلى قرار يدعو الدول الأعضاء إلى مراجعة حقوق وامتيازات سوريا تمهيداً لاستعادة حقها في التصويت والترشح، الذي فقدته نتيجة لجرائم النظام البائد.

تعاون دولي ومساءلة

وفي إطار إظهار جدية النهج الجديد، أوضح الدكتور كتوب أن أول ضيف استقبلته البعثة بعد إعادة تفعيلها كان رئيس الآلية الدولية المحايدة والمستقلة للتحقيق في الجرائم الخطيرة في سوريا (IIIM)، روبرت بيتي، "ما يعكس التزام سوريا بمسار العدالة وتعزيز التعاون الدولي".

وكشف عن معلومات مفصلة وصادمة حول تاريخ استخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا، مشيراً إلى أن جذور البرنامج الكيميائي تعود إلى سبعينيات القرن الماضي، وأن النظام نفذ أكثر من 200 هجوم كيميائي. وأوضح أن الضربة الكيميائية في الغوطة عام 2013 لم تكن الأولى، بل سبقتها 31 هجوماً، وأن آخر استخدام موثق كان في 5 كانون الثاني 2024 في قرية خطاب بريف حماة.

مشاركة المقال: