السبت, 22 نوفمبر 2025 10:15 PM

فيروز: أيقونة الغناء العربي تحتفل بعيد ميلادها التسعين

فيروز: أيقونة الغناء العربي تحتفل بعيد ميلادها التسعين

احتفلت الفنانة فيروز، ذات الأصول اللبنانية والانتماء العربي، بعيد ميلادها التسعين، بعد مسيرة فنية انطلقت عام 1935. لطالما حافظ الجمهور العربي على ترديد أغانيها المتنوعة، التي تمتاز بألحانها ورسائلها العميقة.

تتميز أغاني فيروز بقدرتها على الوصول إلى القلب والروح والعقل، مما يخلق مزيجاً من المشاعر الجميلة. يمتلك صوتها الذهبي القدرة على نقل المستمع إلى عالم ساحر، حيث يصبح البحر أصغر والنجوم أقرب. لقد ظلت فيروز، صاحبة "أسوارة العروس"، ظاهرة فريدة في عالم الموسيقى العربية، وذلك بفضل إنجازاتها الفنية العظيمة التي لا تزال محط إعجاب وتقدير الجميع. أبدعت فيروز في أداء الشعر العامي والفصيح، ونسجت بصوتها خيوطاً تأسر المستمع وتجعله يحفظ أغانيها بسهولة ولا ينساها أبداً.

غالباً ما ترافق أغاني فيروز لحظات الصباح، وتحديداً أثناء تناول فنجان القهوة الساخن، لتصبح سيدة المشهد في الجلسات الصباحية سواء مع الأصدقاء أو العائلة أو زملاء العمل. يجدد محبو فيروز العهد على حب فنها وأغانيها مع كل صباح ومساء.

فيروز، واسمها الحقيقي نهاد رزق وديع حداد، نشأت في أسرة متواضعة. اكتشفها المؤلف الموسيقي اللبناني محمد فليفل أثناء بحثه عن أصوات جديدة للإذاعة اللبنانية. أعجب رئيس القسم الموسيقي آنذاك، حليم الرومي، بصوتها وقدم لها العديد من الأغاني ودربها على الإيقاع واللفظ السليم، وهو من اقترح لها اسم فيروز. في بداية الخمسينيات، تعرفت على الأخوين عاصي ومنصور الرحباني، وقدمت معهما مزيجاً غنائياً فريداً يجمع بين النمط اللبناني الشرقي والنموذج الغربي في اللحن. غنت فيروز للأم والوطن والطفل والحب والمدن، وشكلت مع الرحابنة مشروعاً فنياً استمر حتى يومنا هذا، لتصبح علامة فارقة في الغناء العربي وتلقب بـ "عمود بعلبك السابع".

بعد وفاة زوجها عاصي الرحباني عام 1986، تعاونت فيروز مع عدد من الملحنين، منهم فليمون وهبة وزكي ناصيف. كما غنت لأسماء بارزة في عالم الشعر، مثل الأخطل الصغير وجبران خليل جبران وسعيد عقل، الذي أطلق عليها لقب "سفيرة لبنان إلى النجوم". طمحت فيروز إلى الغناء باللغتين الإنجليزية والفرنسية، وترتيل بعض التراتيل الدينية باللغة اليونانية.

استعانت العديد من المسلسلات السورية بأغاني فيروز لإضفاء جو من الروح والعبق والجمال، وإن كانت مجرد ومضات أو مقاطع قصيرة. وعلى الرغم من كثرة الأعمال الدرامية التي تضمنت أغاني فيروز، إلا أن وقعها كان كبيراً ومختلفاً في مسلسل "أهل الغرام"، حيث ترتبط الحكاية باسم أغنية من أغانيها، مثل "يلا تنام" و"رجعت الشتوية" و"سوا ربينا" و"أنا لحبيبي" و"نسّم علينا الهوى" و"يا مريم البكر" و"كيفك أنت"، وجميعها تمثل قصص حب قد تنجح أو تفشل، وغالباً ما لا تستمر بسبب عائق ديني أو صراع طبقي واجتماعي.

حصلت فيروز على العديد من الجوائز والأوسمة، منها وسام الشرف من الرئيس اللبناني كميل شمعون عام 1957، ووساما الاستحقاق والأرز من الرئيس فؤاد شهاب عامي 1962-1963، ووسام النهضة الأردني من الدرجة الأولى عام 1963، وميدالية الشرف الذهبية عام 1975، بالإضافة إلى مفتاح مدينة القدس عام 1968 وجائزة القدس عام 1997. كما تسلمت وسام قائد الفنون والآداب من الرئيس الفرنسي فرانسوا ميتران عام 1988، ووسام فارس جوقة الشرف من الرئيس الفرنسي جاك شيراك عام 1998، ومفتاح مدينة لاس فيغاس عام 1999. منحتها الجامعة الأمريكية في بيروت الدكتوراه الفخرية عام 2005، واختارها الصليب الأحمر الدولي سفيرة للعرب في عيدها الخمسين لاتفاقية جنيف.

جسدت عدة أفلام وثائقية حياة فيروز، وألقت الضوء على أهم مراحلها العمرية والتنقلات المحورية في حياتها الفنية، مثل "رحلة في ذاكرة التلفزة" عام 2017، و"تاريخ فيروز ولبنان" عام 1998، و"فيروز في أمريكا" عام 1971. كما صدرت عدة مؤلفات مطبوعة ودراسات شاملة حول فيروز وكل فصول حياتها العائلية والاجتماعية وعلاقاتها، مثل "وطن اسمه فيروز" عام 2023 و"فيروز سفيرة المحبة" عام 2018.

مشاركة المقال: