أعلن عن التوصل إلى هدنة بين الجيش السوري و"قوات سوريا الديمقراطية" (قسد)، تتضمن وقفًا شاملًا لإطلاق النار وإلغاء الاستهداف المتبادل في ريف الرقة الشرقي، وذلك بعد اشتباكات استمرت قرابة الأسبوع بين الطرفين.
أفاد مراسل عنب بلدي في الرقة أن الهدنة بدأت مساء الجمعة 21 تشرين الثاني، بعد اشتباكات دامت أسبوعًا وشملت جميع أنواع الأسلحة. ومع ذلك، شهد الريف الشرقي في حوالي الساعة الثانية والنصف ظهرًا من يوم السبت 22 تشرين الثاني تبادلًا لإطلاق النار بين الطرفين استمر لمدة 15 دقيقة بسبب استفزاز من "قسد"، وبعد ذلك توقف إطلاق النار وعاد الهدوء، وفقًا للمراسل.
حتى وقت كتابة هذا التقرير، لم يصدر أي بيان رسمي من أي من الطرفين حول الهدنة المتفق عليها.
وكانت "قسد" قد نشرت بيانًا مساء الجمعة ذكرت فيه أن الهدوء عاد إلى جبهة غانم العلي شرقي الرقة بعد قصف مدفعي نفذته "الفصائل التابعة لحكومة دمشق" على المنطقة، دون وقوع خسائر بشرية أو مادية.
مقتل عنصرين
أعلنت إدارة الإعلام والاتصال في وزارة الدفاع السورية عن مقتل اثنين من جنود الجيش وإصابة آخرين نتيجة "هجوم غادر" شنته "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) منتصف ليل 20 تشرين الثاني على نقاط انتشار الجيش في معدان شرق الرقة، بعد تمهيد ناري "عنيف" بمختلف أنواع الأسلحة.
وبحسب "الوكالة السورية للأنباء" (سانا)، سيطرت "قسد" على عدة مواقع خلال الهجوم، قبل أن يشن الجيش هجومًا معاكسًا "مباشرًا" تمكن خلاله من استعادة النقاط التي خسرها وطرد القوات المهاجمة. وحمّلت وزارة الدفاع "قسد" مسؤولية ما وصفته بـ "اعتداء متجدد بشكل شبه يومي" يستهدف نقاط الجيش في المنطقة.
في المقابل، قدمت "قسد" رواية مختلفة تمامًا، قائلة إن عملياتها شرقي الرقة استهدفت مواقع قالت إن تنظيم "الدولة الإسلامية" استخدمها لإطلاق طائرات مسيّرة باتجاه نقاط تمركزها في بادية غانم العلي.
أوضح بيان المركز الإعلامي لـ"قسد" أن المنطقة شهدت خلال الأسبوع الحالي سلسلة هجمات نفذتها فصائل "تابعة لحكومة دمشق"، بالتزامن مع نشاط خلايا التنظيم، معتبرة أن المواقع التي استهدفتها قواتها استخدمت "فعليًا" من قبل تنظيم "الدولة" كقواعد لإطلاق الطائرات المسيّرة. وأضافت "قسد" أنها نشرت تسجيلات مصورة تؤكد وجود تنسيق مباشر بين قوات الحكومة وعناصر التنظيم في استهداف نقاطها العسكرية.
وبحسب بيان آخر نشرته "قسد"، أسقطت قواتها في 19 تشرين الثاني طائرتين مسيّرتين في محيط قرية غانم العلي شرق الرقة، مصدرهما نقاط تمركز القوات الحكومية.
فيما لم تصدر وزارة الدفاع السورية أي بيان حول هذه الاشتباكات.
ماذا عن دير الزور؟
أعلنت "قوى الأمن الداخلي في شمال شرق سوريا" (أسايش)، التابعة لـ"الإدارة الذاتية"، أن قواتها تعرضت لهجومين متزامنين مساء الجمعة 21 تشرين الأول في ريف دير الزور الشرقي، نفذتهما "خلايا إرهابية" تسعى لزعزعة الأمن ونشر الفوضى.
وأوضحت في بيان أنه قام شخصان يستقلان دراجة نارية باستهداف حاجز مشترك لقواتها و"قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) في بلدة أبريها برشقات نارية، ثم لاذا بالفرار. بالتوازي، أقدم مجهولون على إلقاء قنبلة يدوية باتجاه مركز لقواتها في ذيبان، دون تسجيل أي إصابات.
في حين ذكر مراسل عنب بلدي في دير الزور أن هجومين استهدفا نقاطًا تابعة لـ "الإدارة الذاتية"، الأول في بلدة أبريها استهدف قوات "الكمندس" وأدى لإصابة عنصر، والثاني استهدف نقطة البلدية وأدى لإصابة عدد من عناصر "الأسايش".
وذكرت "أسايش" في بيانها أن قواتها تعاملت في الموقعين مباشرة مع مصادر النيران، فيما انسحب المهاجمون من المكان، وجرى تسيير دوريات في المنطقة وتعزيز الانتشار الأمني، إلى جانب المباشرة بإجراءات المتابعة للتحري عن الفاعلين وتعقب الجهات التي تقف خلفهم.
هجوم سابق
تعرض حاجز لـ"قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) في بلدة أبو حمام شرقي دير الزور، في 2 تشرين الثاني الحالي، لهجوم مسلح تخلله اشتباك بين عناصر "قسد" والمهاجمين.
قال مراسل عنب بلدي في دير الزور إن مسلحين استهدفوا حاجز الصنور في بلده أبو حمام بريف دير الزور الشرقي، وجرت اشتباكات بين عناصر "قسد" والمهاجمين استخدمت فيها قذائف "RPG".
وقالت "قسد" في بيان نشرته في 2 تشرين الثاني إن مقاتليها أحبطوا هجومًا "إرهابيًا" استهدف أحد حواجزها في البلدة، مشيرة إلى أن عناصرها تصدوا للهجوم وردوا عليه "بشكل فوري"، دون وقوع إصابات في صفوفها. وأضافت أن المهاجمين "لاذوا بالفرار تحت ضربات مقاتليها"، وأن قواتها قامت بتمشيط المنطقة عقب الهجوم وأعادت "الأمن والاستقرار" إليها، مؤكدة أنها ستواصل عملياتها الأمنية في المنطقة "لمواجهة أي تهديد يطول المدنيين".