الأحد, 23 نوفمبر 2025 06:06 PM

السودان يعيد ترتيب علاقاته مع سوريا الجديدة وسط وضع إنساني كارثي في الفاشر

السودان يعيد ترتيب علاقاته مع سوريا الجديدة وسط وضع إنساني كارثي في الفاشر

أكد القائم بأعمال سفارة جمهورية السودان، الدكتور أحمد إبراهيم حسن، أن السودان بدأ في إعادة ترتيب العلاقات مع سوريا الجديدة. وأشار إلى الوضع الإنساني الكارثي في الفاشر، عاصمة إقليم دارفور، نتيجة الجرائم التي ارتكبتها مليشيا الدعم السريع المتمردة، مؤكداً رغبة الحكومة السودانية في تحقيق السلام في جميع أنحاء السودان بما يلبي طموحات الشعب السوداني.

وفي مؤتمر صحفي حول تطورات الأوضاع في السودان، عُقد في مبنى السفارة في دمشق، أوضح حسن أن الصراع بدأ عندما تمرّدت قوات الدعم السريع في العام 2023، وهي قوات شبه عسكرية تم إنشاؤها في العام 2013 من مجموعات ذات انتماءات محددة. وأضاف أن "المليشيا الإرهابية المتمردة قامت بانتهاكات جسيمة بحق الشعب السوداني الأعزل، حيث وثّقت بنفسها معظم هذه الجرائم، وهي جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب شهد بها القاصي والداني".

وذكر أن "باجتياح المليشيا المتمرّدة لمدينة الفاشر شهد العالم أبشع جريمة إنسانية، حيث قُتل ما يزيد على 5000 شخص في أقل من 48 ساعة، بمن فيهم مرضى ومرافقون ونساء وأطفال وشيوخ. واستمر حصار مدينة الفاشر بواسطة الميليشيا لمدة تجاوزت 570 يوماً وقُطع عنها كل الإمداد، وعاشرت ظروفاً إنسانية صعبة ورغماً عن قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2736 للعام 2024 بفك الحصار عن الفاشر إلا أن المليشيا المتمردة وداعميها أصروا على حرمان سكان الفاشر من المساعدات الإنسانية وكل المؤن الضرورية".

وأشار حسن إلى أنه "في 25 تشرين الأول الحالي وعندما لم يسمع العالم لصوت الضمير الحي، آثرت القوات المسلحة السودانية والقوات المساندة إعادة التموضع والانتشار وأخلت مواقعها في مدينة الفاشر مما مكّن عناصر المليشيا من الدخول إلى المدينة". وأضاف أنه مع اجتياح عناصر المليشيا لمدينة الفاشر في 26/10 تم قتل عشرات الآلاف من المدنيين وهم يحاولون الفرار من المدينة إلى أماكن آمنة، إضافة إلى قتل جميع المرضى والمرافقين في المستشفى السعودي بالمدينة والبالغ عددهم 40 شخصاً، حسب إفادة منظمة الصحة العالمية، وتشريد ما يزيد على 400 ألف شخص، حيث وصل جزء منهم إلى معسكرات طويلة، والتي تبعد عن مدينة الفاشر نحو 50 كيلو متراً وعدد مُقدّر إلى مدينة الدية في شمال السودان، وحرق ونهب وسرقة جميع ممتلكات المواطنين واغتصاب النساء، ما أدى الى انهيار الخدمات الصحية والتعليمية وانعدام المياه والغذاء والكهرباء في المدينة وانقطاع الاتصالات، مشدداً ،على الرغم من المناشدات الدولية الكثيرة والإدانة الدولية للانتهاكات في الفاشر، على أن الواقع ما زال كارثياً حتى الآن.

وكشف حسن عن وجود نحو 11.2 مليون نازح و4.8 ملايين لاجئ في دول الجوار، مشيراً إلى أن الحكومة تقوم بتسهيل وصول المنظمات الإنسانية والدعم الإنساني لمستحقيه في كل المناطق، حيث فتحت الحكومة 13 معبراً منها 6 معابر حدودية مع دول الجوار و7 مطارات وتقوم بتسهيل حصول موظفي المنظمات على التأشيرات وأذونات التحرك، وتعمل على نقل وحماية المساعدات الإنسانية لضمان وصولها لمستحقيها.

وأكد أن "الحكومة السودانية تؤكد رغبتها في تحقيق السلام في كل أنحاء البلاد بما يلبي طموحات الشعب السوداني، وأنه لا تفاوض مع المليشيا المتمردة إلا أن تستسلم ويتم تجمّعها في معسكرات خارج المدن".

وفي رد على سؤال لـ"الوطن"، أوضح القائم بأعمال السفارة السودانية أن العلاقات السودانية- السورية تسير في الاتجاه الصحيح، مبيناً أن العلاقات بين البلدين بدأت منذ العام 1967، وتطورت هذه العلاقات أكثر بعد العام 1990 حتى اليوم، وهنا نحو 200 مذكرة تفاهم واتفاقية مع الحكومة السورية. وأضاف أن "الظروف السياسية في السودان والظروف السياسية في سوريا لم تساعد في انعقاد ما يُعرف باللجنة الوزارية المشتركة، وآخر لجنة وزارية تم عقدها كانت عام 2009 قبل بداية الثورة السورية، بعد ذلك فان الحكومة السودانية خفضت مستوى التنسيق، نتيجة موقف جامعة الدول العربية من التعامل مع النظام السوري السابق، والآن بدأنا إعادة ترتيب هذه العلاقة، ونتوقّع أن شاء الله أن تسير في الاتجاه الصحيح، بما يفضي إلى تنفيذ الاتفاقيات بين البلدين على أرض الواقع".

وأوضح أنه وعلى مستوى العلاقات الشعبية، يوجد في السودان عدد كبير جداً من السوريين في السودان، ولدينا جالية سودانية في سوريا، وهناك أمل كبير بعودة المستثمرين السوريين الى السودان.

مشاركة المقال: