الأحد, 23 نوفمبر 2025 09:10 PM

حظر التجوال في حمص بعد جريمة مروعة تثير التوترات الطائفية

حظر التجوال في حمص بعد جريمة مروعة تثير التوترات الطائفية

تشهد مدينة حمص استقرارًا نسبيًا بعد التوترات التي أعقبت حادثة مقتل زوجين وكتابة شعارات طائفية بدمائهما، وذلك وسط تدخل من قوات الجيش والأمن الداخلي.

عُثر على جثة رجل وزوجته داخل منزلهما في بلدة زيدل جنوب مدينة حمص، صباح الأحد 23 تشرين الثاني، مع وجود شعارات طائفية مكتوبة بدم الضحيتين.

وأعلنت مديرية التربية في حمص تعليق الدوام المدرسي ليوم غد، وفقًا لما ذكرته "الإخبارية السورية".

هدوء حذر وتأكيد على السلم الأهلي

بعد هجمات من أقارب الضحايا على أحياء في حمص، والتي شهدت أعمال تخريب وترهيب للأهالي، عاد الهدوء الحذر إلى المدينة.

أكد ناشط وناشطة من مدينة حمص لعنب بلدي عودة الهدوء الحذر إلى المدينة، مع انتشار مكثف للقوى الأمنية في محيط القرية وتشديد الحراسة على أحياء المهاجرين ووادي الذهب.

وأشارت الناشطة إلى وجود مخاوف لدى الأهالي من تجدد الاضطرابات، لافتةً إلى أن الأحياء التي تعرضت للهجمات تشهد حالة من القلق.

ولم يتضح بعد ما إذا كان هناك جرحى، في ظل عدم وجود تأكيد رسمي حتى اللحظة، بينما نفى الناشط وجود جرحى، مشيرًا إلى أن الأضرار الناجمة عن الهجمات مادية ويجري العمل على إزالتها.

ونقلت قناة "الإخبارية" الحكومية عن مصدر أمني قوله إن الجريمة في بلدة زيدل "مركّبة بين القتل ومحاولات إشعال فتنة"، داعيًا الجميع إلى الالتزام بسيادة القانون.

وأضاف المصدر: "أعدنا الاستقرار إلى المنطقة التي شهدت اضطرابات في مدينة حمص، والأهالي قابلوا الانتشار الأمني بارتياح وتعاون".

وباشرت الأجهزة الأمنية، وفقًا للمصدر، إجراء "تحقيقات مكثفة" لتحديد هوية الفاعلين وملاحقتهم وتقديمهم للقضاء.

وأشار المصدر إلى أن قوى الأمن الداخلي المنتشرة في حمص ستمنع بحزم أي محاولة لضرب السلم الأهلي والاستقرار المجتمعي في المنطقة.

في الأثناء، عقدت محافظة حمص "اجتماعًا طارئًا" لبحث الأوضاع في المدينة ومناقشة "سبل تعزيز الاستقرار ومنع أي مظاهر للفوضى".

وحضر الاجتماع، بحسب ما نشرت معرفات المحافظة، قيادات من الجيش السوري، وأمين عام الحافظة فراس طيارة ومدير الشؤون السياسية، عبيدة أرناؤوط، كما حضر وفد يمثل عشائر حمص، ومدير أوقاف حمص ومفتيها.

أصدرت عشيرة بني خالد بيانًا أدانت فيه الجريمة التي لحقت بالزوجين، واصفة إياها بـ"البشعة".

وطالب البيان الجهات المختصة بـ"القيام بدورها بالكشف عن المجرمين وسوقهم للقضاء لينالوا جزاءهم العادل"، معتبرًا أن استخدام العبارات الاستفزازية في سياق الجريمة يوضح أن الهدف منه هو "إشعال الفتنة وجر المنطقة لتوترات أمنية وأحداث شرخ مجتمعي".

وأعلن البيان الوقوف مع "مسار الدولة وما أعلنت عنه من إجراءات"، حيث نأت القبيلة بنفسها عن جر أبنائها لـ"هذه الفتنة".

ودعا البيان أبناء محافظة حمص إلى "الالتزام وضبط النفس والامتثال التام لما يصدر من تعاميم صادرة عن الجهات المختصة"، مشددًا على ضرورة "الحفاظ على السلم الأهلي وحق الجوار والابتعاد عن التجييش بأشكاله كافة".

مطالبة بلجنة تحقيق

وجه المجلس الإسلامي العلوي الأعلى في سوريا والمهجر في بيان عقب الحادثة "نداء استغاثة عاجل" إلى الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي من أجل التدخل الفوري لوصف ما سماها بـ"الاعتداءات وحماية المدنيين".

وطالب المجلس بإيفاد لجنة تحقيق دولية مستقلة لتوثيق الانتهاكات والجرائم المرتكبة بحق السكان المدنيين، مشيرًا إلى "محاسبة المسؤولين المباشرين والمحرضين على هذه الهجمات وفقًا للقانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان".

وقال المجلس إن عجز سلطات الأمر الواقع عن "وقف هذه الهجمات ذات الطابع الطائفي" واستمرار هذه الانتهاكات والاعتداءات منذ قرابة عام وحتى اليوم "يضع حياة المدنيين من أبناء الطائفة العلوية في حمص وسائر المناطق المهدَّدة في دائرة الخطر الداهم".

ارتدادات الحادثة

أفاد ناشط من مدينة حمص، فضل عدم ذكر اسمه لأسباب أمنية، عنب بلدي أن الزوج المقتول من أبناء قبيلة بني خالد، التي تتبع لعشيرة الناصر، الأمر الذي أدى إلى هجوم من قبل أبناء عشائر البدو على أحياء "المهاجرين" و"المضابع" و"الأرمن" في مدينة حمص.

وتسبب الهجوم بخسائر مادية، كحرق وتكسير السيارات، وعمليات نهب، وإشعال النار في الطرقات، وهجوم على المدنيين، كجزء من عملية الانتقام لمقتل الزوجين، وفقًا للناشط.

وأكد الناشط وجود إصابات إثر الهجوم على الأحياء المدنية، مع انقطاع المواصلات بشكل عام في الأحياء، مع تدخل قوى الأمن الداخلي لضبط الموقف، وفرضها حظر تجول في الأحياء التي هُجم عليها.

تدخل أمني

أوضحت وزارة الداخلية في بيان أن بلدة زيدل وعدة مناطق جنوب مدينة حمص تشهد تعزيزًا أمنيًا، إذ باشرت قوى الأمن الداخلي رفع مستوى الجاهزية وتنفيذ انتشار مكثف داخل هذه المناطق ومحيطها لضمان الأمن وحماية الاستقرار ومنع أي استغلال للحادثة لإثارة الفتنة.

وذكرت "الإخبارية السورية" أن الأمن الداخلي في حمص فرض حظر تجوال في المدينة اعتبارًا من الساعة 5 مساءً وحتى الساعة 5 صباحًا.

تقع بلدة زيدل على أطراف مدينة حمص الشرقية الجنوبية، وتجمع بين أبناء الديانة المسيحية وأبناء الطائفة السنية.

حمص.. تدخل أمني لاحتواء تداعيات جريمة بطابع طائفي
مشاركة المقال: