تشهد مدينة حمص حالة من الهدوء الحذر بعد التوتر الذي أعقب مقتل زوجين من قبيلة بني خالد في بلدة زيدل بريف حمص. الحادثة أثارت توترات امتدت إلى عدة أحياء داخل المدينة، مما استدعى تدخلًا أمنيًا مكثفًا من قبل الأمن الداخلي والجيش السوري لاحتواء الموقف ومنع تفاقمه.
أكد مصدر في شرطة حمص لعنب بلدي أن الأوضاع الميدانية مستقرة، وأن الانفلات الذي بدأ يوم الأحد قد تم السيطرة عليه. وقدّم محافظ مدينة حمص، عبد الرحمن الأعمى، تعازيه لذوي الضحيتين في كلمة مرئية، مؤكدًا أن ما جرى “جريمة مؤلمة حاول مرتكبوها تحويلها إلى شرارة فتنة”.
وشدد الأعمى على أهمية حمص ودورها في استقرار سوريا، مشيرًا إلى أنها “عقدة الوصل بين الشمال والجنوب والشرق والغرب”، داعيًا الأهالي إلى التماسك والوقوف إلى جانب قوى الأمن والجيش. كما أكد أن “الجناة سيلاحقون ويحاسبون”.
عُقد اجتماع في محافظة حمص ضم قيادات من الجيش العربي السوري ومسؤولين من المحافظة وممثلين عن عشائر حمص، بالإضافة إلى مدير الأوقاف ومفتي المدينة، للتأكيد على ضرورة تضافر الجهود للحفاظ على أمن حمص.
من جهته، قال مفتي حمص، الشيخ سهل جنيد، إن المدينة تعيش “حزنًا ودمعتين”، مؤكدًا أن سوريا “لن تُقاد بالحقد بل بالعدل”.
وأشارت محافظة حمص إلى رصد صفحات خارجية “تحرض على تأجيج الشارع”، مؤكدة رفع تقارير للجهات المختصة، وتولي إدارة الإعلام والتواصل الحكومي الرد على الشائعات.
إجراءات أمنية مشددة
نشرت محافظة حمص إحاطة ميدانية حول الأحداث، موضحة أن قوى الأمن الداخلي طوقت مكان الجريمة في قرية زيدل وفتحت تحقيقًا موسعًا، مع استقدام تعزيزات وانتشار وحدات إضافية في الأحياء التي شهدت توترًا. كما مُنع وصول التجمعات إلى المناطق المتضررة، وجرى فتح قنوات اتصال مع الوجهاء والأعيان لاحتواء الموقف.
أكد قائد شرطة محافظة حمص، بلال الأسود، أن الأدلة تشير إلى أن الجريمة جنائية وليست طائفية، مشيدًا بموقف العشائر والتزامها بقرارات الدولة. وقد تم تمديد حظر التجوال ليلًا في مناطق محددة.
أفاد المتحدث باسم وزارة الداخلية، نور الدين البابا، بأنه تم إيقاف 120 شخصًا متهمين بتنفيذ انتهاكات، مؤكدًا رفض الدولة لانتشار السلاح المنفلت.
عقدت المحافظة اجتماعًا طارئًا لرفع الجاهزية وتقييم الأضرار، واتخذت قرارات بتعطيل المدارس ورفع جاهزية القطاع الصحي وتكليف مجلس المدينة بإزالة آثار الشغب.
أعلنت مديرية الطوارئ والكوارث في الدفاع المدني عن السيطرة الكاملة على الحرائق، وأفادت محافظة حمص بأن الأضرار المادية توزعت على 19 منزلًا و21 محلًا تجاريًا و29 سيارة.
صحة حمص: 18 إصابة معظمها مستقرة
أوضح مدير صحة حمص، الدكتور عبد الكريم غالي، أن مشافي المدينة استقبلت جثتي الضحيتين و18 إصابة، معظمها ناجمة عن إطلاق نار عشوائي. وأكد مدير مشفى الزهراء في حمص، عامر سيفو، نفي الشائعات حول وجود عدد كبير من الجثث أو هجوم على المستشفى، موضحًا أن معظم الجرحى غادروا المستشفى بعد تلقي العلاج.
توجه وفد من محافظة حمص برئاسة الأمين العام للمحافظة، فراس طيارة، إلى ذوي الضحايا لتقديم العزاء.
أرقام للطوارئ
خصصت إدارة الأمن الداخلي أرقامًا للإبلاغ عن الحالات الطارئة.
ماذا حدث؟
عثرت قوات الأمن الداخلي على الزوجين مقتولين في منزلهما في بلدة زيدل، مع وجود شعارات طائفية، مما يشير إلى محاولة لبث الفتنة. وأكد قائد الأمن الداخلي في محافظة حمص، مرهف النعسان، أن الجهات المختصة باشرت الإجراءات القانونية وفتحت تحقيقًا موسعًا.
أفاد ناشط من مدينة حمص بأن الحادث أدى إلى هجوم من قبل أبناء عشائر البدو على أحياء في المدينة، مما تسبب بخسائر مادية وإصابات. وأكد أن قوى الأمن الداخلي تدخلت لضبط الموقف وفرضت حظر تجول.
أصدرت عشيرة بني خالد بيانًا أدانت فيه الجريمة وطالبت بالكشف عن المجرمين، معتبرة أن الهدف هو إشعال الفتنة.