الثلاثاء, 25 نوفمبر 2025 12:08 AM

منذر رمضان يستعرض تاريخ وحضارة التراث السوري في ثقافي طرطوس

منذر رمضان يستعرض تاريخ وحضارة التراث السوري في ثقافي طرطوس

في محاضرة ألقاها الباحث في التراث السوري، منذر رمضان، عضو مجلس اتحاد الحرفيين بطرطوس، بدعوة من المركز الثقافي، استعرض رمضان تفاصيل مهمة عن التراث السوري تحت عنوان "التراث السوري.. تاريخ وحضارة".

بحضور المهتمين بالشأن الثقافي والحرفي في المحافظة، تحدث المحاضر عن سوريا باعتبارها مهد الحضارة والإنسان، مستعرضاً رحلة عبر الزمان والتاريخ، ومؤكداً أن المكتشفات الأثرية والدراسات المتخصصة أثبتت ذلك. وأشار إلى أن سوريا هي الدولة المأهولة الأكثر قدماً في العالم، حيث ظهر الإنسان فيها منذ العصور الحجرية، مروراً بالعصر الحجري القديم والوسيط والحديث.

في بداية المحاضرة، تناول رمضان اكتشاف آثار الإنسان القديم والعثور على أدواته الحجرية والعظمية في بادية تدمر، وفي ترسبات السرير الأعلى للنهر الكبير الشمالي، والتي شملت أدوات حربية بدائية غليظة قوامها الحجارة وأغصان الأشجار وعظام الطيور والحيوانات. كما تحدث عن المواقع الأثرية، وأقدمها قرب اللاذقية، حيث عُثر على أدوات حجرية كالفؤوس والمطارق يعود تاريخها إلى أكثر من مليون سنة، وعن موقع بكسا التاريخي الذي أثبت التحليل المخبري وجود بقايا للإنسان القديم وأدوات تعود إلى أكثر من سبعمائة ألف سنة، وأدوات مماثلة في حوض الفرات تعود إلى نصف مليون سنة، وعن مغاور يبرود، مؤكداً الغنى التاريخي والأثري لسورية.

وأكد رمضان أن هذا الغنى جعل سورية مكتبة للباحثين والدارسين في تاريخ الحضارة والإنسان، مشيراً إلى تسميتها بـ "أرض الحضارات" و"فردوس علماء الآثار" كما وصفها البارون "فون أوبنهايم".

كما سلط الضوء على "بابريوس الأفامي"، الحكيم والحكواتي الذي عاش في القرن الثاني قبل الميلاد، والذي أورد الحكمة على ألسنة الحيوانات والنباتات والجماد، مؤكداً أن قصصه مثل قصة النملة النشيطة والصرصار هي من التراث الأدبي السوري وليست من الحكايات العالمية.

وتحدث المحاضر عن منحوتة الطفل التدمري واللوح المدرسي في تدمر الذي نقش عليه نص لبابريوس، وبقايا حكايات وجدت بعد التنقيب عن الآثار. كما أجاب على سؤال حول "بابنيان"، مؤكداً أنه الحقوقي السوري "بابنيان أبو القانون" وشهيد العدالة الذي ولد في حمص عام 140 م، ودرس القانون، وبلغت شهرته روما، وكان أحد الخمسة الكبار الذين وضعوا القانون الروماني، وله تمثال في قلب روما أمام القصر العدلي.

وعرف المحاضر سورية بالأم المعطاءة لأبنائها، وبأنها مركز الكون ومحوره، وتحدث عن موقعها الجغرافي وحدودها ومناخها وطبيعتها الساحرة ومصادرها الطبيعية من نفط وغاز وفوسفات ومعادن، وعن صادراتها من قطن وحبوب ومنتجات، وعن الحرير الطبيعي والموزاييك والمطرزات، وعن الذهب والصناعات الجلدية والرسم والتلوين على الزجاج، وعن الصناعات النسيجية، وعن الزيتون "الشجرة المباركة التي تعتبر رمزا للسلام"، وعن صناعة السفن ومراكب الصيد والنزهة، مؤكداً أن جزيرة أرواد الأهم كونها الوحيدة المأهولة بالسكان، وأن طرطوس أهم المحافظات التي حافظت على الصناعات التقليدية والحرف التراثية.

وشدد على أن صناعة الحرير الطبيعي اليدوي كنز أثري في الساحل السوري، وتكثر أشجار التوت المصدر الوحيد لغذاء دودة الحرير، وعن صناعة السجاد اليدوي، وصناعة الفخار التي لا تزال متواجدة في ريف الساحل السوري، وعن تقطير النباتات كماء الورد والزهر، وعن خل التفاح، وغيرها، وعن صناعة القش، وغزل الصوف، وصناعة السلال وغيرها الكثير كالحفر على الفضة، والرسم على الزجاج، وصناعة الألبان، والتين المجفف، والزعتر البلدي وغيرها.

وفي ختام المحاضرة، أكد رمضان ضرورة الحفاظ على هذا التراث عبر تكثيف الحملات الإعلانية وإعادة إحياء هذه الصناعات من خلال مراكز للتدريب المهني ودعم الحرف والمهن والصناعات المهددة بالاندثار وإقامة المعارض وإدارة الموارد الطبيعية.

يذكر أن المحاضر منذر رمضان العضو في اتحاد الحرفيين بطرطوس كان قد شغل عدة مناصب أهمها : عضو مكتب تنفيذي لاتحاد الحرفيين بالمحافظة , ورئيس مكتب الثقافة , والنشر , والاعلام لإحدى عشر عاما , وهو المتابع لشؤون الحرفيين أينما وجدوا , وقد تم انتخابه لخمس دورات متتالية من قبل الحرفيين , وما يزال حتى اليوم يتابع عمله, بنشاطه المعهود خدمة للحرفيين في المحافظة .

مشاركة المقال: