كشفت وزارة الإعلام السورية، الأربعاء 26 تشرين الثاني، عن تفاصيل مشروع "سيريا سات" (SYRIA SAT) الذي أعلنت عنه الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون، والخاص بالبث التلفزيوني الأرضي الرقمي.
يهدف المشروع إلى توفير خدمة بث لـ 16 قناة تلفزيونية متنوعة تلائم الأسرة السورية، تتضمن أربع قنوات رياضية، وثلاث قنوات للأطفال، وثلاث قنوات وثائقية، بالإضافة إلى قناة للمرأة وقناة إعلانية. يعتمد المشروع على نظام "DVB-T2" الذي يوفر بثًا تلفزيونيًا أرضيًا عالي الجودة بنظام (FULL HD – HEVC H.265)، وفقًا لما نشرته وزارة الإعلام عبر حساباتها الرسمية.
أوضحت الوزارة أن هذه الخدمة مطبقة في العديد من دول العالم منذ سنوات، ولكنها تطبق للمرة الأولى في سوريا. يعتبر هذا المشروع بديلاً مناسبًا ومنخفض التكلفة، خاصة في البلدان التي تعاني من ضعف البنية التحتية، حيث خدمة الإنترنت ضعيفة والمستوى المعيشي للمواطنين متدنٍ، مما لا يسمح بالاشتراك في القنوات المدفوعة، بحسب الوزارة.
وفيما يتعلق بآلية الاستقبال والمشاهدة، أشارت الوزارة إلى أن الخدمة لا تتطلب اتصالًا بالإنترنت ولا تحتاج إلى طبق استقبال (دش)، بل تتم عبر أجهزة استقبال (Receivers) صغيرة الحجم متوافقة مع مختلف أجهزة العرض كالشاشات التلفزيونية والحواسيب والهواتف الذكية والأجهزة اللوحية.
ستتيح الخدمة للمشاهدين في سوريا متابعة البطولات العالمية بدقة عالية وبشكل رسمي. سيبدأ تنفيذ المشروع في دمشق ثم حلب، على أن ينتشر تدريجيًا ليشمل جميع المحافظات السورية.
أشارت الوزارة إلى أن الخدمة ستكون متاحة باشتراك مجاني لمدة ستة أشهر، ثم ستصبح مدفوعة باشتراك شهري يبلغ حوالي ستة دولارات أمريكية (ما يقارب 70 ألف ليرة سورية).
يناسب الأسرة السورية
صرح مدير الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون، علاء برسيلو، لوكالة الأنباء الرسمية (سانا)، بأن مشروع "سيريا سات" يوفر محتوى آمنًا ومناسبًا لجميع أفراد الأسرة، من خلال باقة متنوعة تشمل قنوات رياضية وأخرى مخصصة للأطفال وقنوات وثائقية، إضافة إلى قناة للمرأة وقنوات محلية.
أكد برسيلو أن هذه القنوات تتميز بمحتوى أسري "راقٍ" يجمع بين الجدية والترفيه، وأن المشروع يعتمد على أحدث تقنيات البث الرقمي "DVB-T2"، مما يسهم في تطوير الإعلام الوطني وتوسيع نطاق التغطية الإعلامية بأقل التكاليف التشغيلية.
وصف برسيلو المشروع بأنه نقلة نوعية في البث التلفزيوني الأرضي في سوريا، وحلقة من حلقات التطور الإعلامي ضمن مسيرة التحديث التكنولوجي بعد التحرير.
أوضح مدير الاتصال الحكومي في الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون، محمد السخني، أن مشروع "سيريا سات" يركز على تقديم الخدمة بأقل التكاليف ولا ينطلق من أسس ربحية، مما يتيح لأي مواطن سوري امتلاك جهاز استقبال (الريسفير) لالتقاط الإشارة. وأشار إلى أن القنوات تمت دراستها بعناية خلال الفترة الماضية.
أضاف السخني أن "الهيئة" عملت على تقديم تسهيلات لتنفيذ المشروع في دمشق وحلب، وتحديث البنية التحتية للمحطات الأرضية التي لم تكن تسمح بوصول إشارة "إتش جي"، للتمكن من رفع جودة الصورة.
أشار مدير عام مؤسسة "سات" اللبنانية الإعلامية المنفذة للمشروع، رأفت دهني، إلى أن مشروع البث التلفزيوني الأرضي (الديجيتال) دخل مرحلة البث التجريبي منذ شهرين في مناطق دمشق وريفها، وستتبعها حلب خلال أسبوع أو عشرة أيام، على أن يشمل لاحقًا جميع المحافظات السورية. وأكد أن المواد التلفزيونية التي ستبث آمنة وتهم كل فئات المجتمع.
يتيح نظام البث الرقمي "DVB-T2" الذي يعتمده مشروع "سيريا سات" بث قنوات رقمية متعددة بجودة عالية وفق تصنيفات دقة الصورة (HD وFULL HD)، مع استقرار أكبر للإشارة وكفاءة أعلى في استخدام الطيف الترددي، بالمقارنة مع النظام القديم DVB-T.