الخميس, 27 نوفمبر 2025 01:27 PM

سوريا تتولى رئاسة مجلس وزراء الإعلام العرب بالقاهرة وتدعو إلى إعلام حر ومسؤول

سوريا تتولى رئاسة مجلس وزراء الإعلام العرب بالقاهرة وتدعو إلى إعلام حر ومسؤول

افتتح وزير الإعلام السوري، حمزة المصطفى، أعمال الدورة الخامسة والخمسين لمجلس وزراء الإعلام العرب في مقر الأمانة العامة للجامعة العربية بالقاهرة، حيث تسلم رئاسة المجلس باسم الجمهورية العربية السورية. وأكد المصطفى على عودة سوريا إلى مكانها الطبيعي بين الدول العربية، واستعدادها للمساهمة الفعالة في تطوير الإعلام العربي المشترك، وتعزيز الإعلام الحر والمسؤول القائم على المهنية والموضوعية والتعددية والحوار.

وفي كلمته خلال الاجتماع، قال وزير الإعلام: "أتيتكم اليوم من دمشق التي نفضت عنها غبار السنوات، حاملاً أجمل تحية من شعب أعاد استعادة صوته وقراره، ليعلن عودة سوريا إلى مقعدها الطبيعي بين أشقائها." وأضاف: "يشرفني باسم الجمهورية العربية السورية وشعبها، أن أفتتح أعمال هذه الدورة وأتسلم رئاستها في هذا التوقيت من تاريخ سوريا".

وأعرب المصطفى عن أمله في أن تكون رئاسة سوريا لهذه الدورة بمثابة استئناف لمسيرة العمل العربي المشترك، وتأكيد على أن "سوريا الجديدة" تتطلع إلى المستقبل برؤية بناءة، متجاوزة مرحلة الغياب الفعلي الذي بدأ عام 2011، والغياب الرمزي الذي استمر عقوداً، ومؤكداً على الالتزام بإعلام يتبنى المهنية والموضوعية.

وأوضح المصطفى أن سوريا تسعى إلى أن تكون شريكاً فاعلاً في صناعة مستقبل الإعلام العربي، بالتعاون مع وزراء الإعلام العرب، مؤكداً أن الإعلام الذي تطمح سوريا إلى بنائه هو إعلام حر ومسؤول، يحترم التعددية ويؤمن بالحوار، ويسعى ليكون صوتاً للناس وجسراً للتواصل بين مكونات المجتمع السوري المتنوع.

وأشار المصطفى إلى الالتزام ببناء منظومة إعلامية تلتزم بميثاق الشرف الإعلامي العربي، بما يسهم في تعزيز الوعي الوطني والمصالحة المجتمعية وإعادة بناء النسيج الاجتماعي الذي مزقته سنوات الحرب.

وفيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، أكد وزير الإعلام أن "غزة جرح عميق في الضمير الإنساني والعربي"، وأن دور الإعلام العربي في نقل معاناة الشعب الفلسطيني إلى العالم هو دور محوري في ترسيخ الدفاع عن الحقوق المشروعة لهذا الشعب وفضح ممارسات الاحتلال الإسرائيلي.

كما شدد المصطفى على أهمية الالتزام بميثاق الشرف الإعلامي العربي، مؤكداً أن الكلمة مسؤولية، وأن التحريض وقود للخراب، وأن التعاون مع الوزراء العرب يهدف إلى تكريس قيم المصداقية والشفافية وحماية المجتمعات من خطاب الكراهية والانقسام.

وفي معرض حديثه عن تحديات الإعلام الرقمي، لفت المصطفى إلى أن الفرص التي يمنحها عصر الإعلام الرقمي تقابلها تحديات تتطلب موقفاً عربياً موحداً ومشتركاً لحماية المجتمعات من مخاطر الانقسامات جراء الانجراف وراء المحتوى المضلل والمتطرف.

وأكد المصطفى أن التحولات الرقمية تضع تحديات أمام الهوية الرقمية وضرورة التعاون العربي المشترك لمواجهة هذه القضايا، ولا سيما فيما يتعلق بالجيل الرقمي الجديد المعروف بـ "Z".

وشدد وزير الإعلام على أن إسهام سوريا في رئاستها هذا العام سينصب على الدفع نحو صياغة سياسات عربية موحدة للتعامل مع هذه التحديات، والتركيز على تبادل الخبرات لتوطين المعرفة الرقمية.

ومن المقرر أن يناقش جدول أعمال الدورة الـ55 لمجلس وزراء الإعلام العرب العديد من القضايا، منها ميثاق الشرف الإعلامي العربي، ومتابعة خطة التحرك الإعلامي العربي في الخارج، إضافة إلى القضية الفلسطينية.

كما يناقش الاجتماع الوزاري بنداً بعنوان "اللجنة العربية للإعلام الإلكتروني"، ودور الإعلام العربي في التصدي لظاهرة الإرهاب والخريطة الإعلامية العربية للتنمية المستدامة 2030، فضلاً عن وضع استراتيجية موحدة للتعامل مع جميع شركات الإعلام الدولية.

ويبحث الاجتماع بنداً حول تشجيع الجودة والتميز المهني الإعلامي وتعزيز قدرات الإعلاميين العرب، وآخر حول إدراج مادة التربية الإعلامية في المناهج الدراسية لكل المراحل، فضلاً عن بند حول "عاصمة الإعلام العربي"، والإعلام البيئي.

ويناقش المجلس أيضاً أنشطة قطاع الإعلام والاتصال وبعثات الجامعة العربية في الخارج والمنظمات والاتحادات الممارسة لمهام إعلامية.

مشاركة المقال: