الخميس, 27 نوفمبر 2025 10:23 AM

تشارلز ليستر: فرص سوريا الجديدة بين تجاهل إسرائيل وطموحات إيران

تشارلز ليستر: فرص سوريا الجديدة بين تجاهل إسرائيل وطموحات إيران

في تحليل معمق للوضع السوري ما بعد نظام بشار الأسد، يرى تشارلز ليستر، مدير برنامج سوريا في "معهد الشرق الأوسط"، أن التحول السياسي يمثل "فرصة تاريخية" لإعادة بناء البلاد، لكنها تواجه تحديات من إيران وإسرائيل.

في مقال نشرته صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" في 25 تشرين الثاني، أوضح ليستر أن سوريا كانت "الجوهرة في تاج المشروع الإيراني" لأكثر من نصف قرن، قبل أن تخسرها طهران سريعًا بانهيار النظام. وذكر أن إيران و"حزب الله" تكبدوا خسائر كبيرة قبل سحب قواتهم إلى لبنان والعراق وإيران.

ليستر يرى أن إيران تحاول تقويض الحكومة الانتقالية الجديدة عبر دعم "تمرد" يعتمد على بقايا شبكات مرتبطة بالفرقة الرابعة، وذلك "كمحاولة لإنقاذ ما تبقى من نفوذها".

ويشير ليستر إلى أن العالم يتعامل مع التغيير في سوريا كفرصة استراتيجية، باستثناء إيران وإسرائيل. موقف إيران مفهوم بسبب خسارة نفوذها، لكن الموقف الإسرائيلي "مربك ومثير للإحباط"، خاصة مع رغبة القيادة السورية الجديدة في فتح صفحة جديدة مع تل أبيب.

ليستر وصف الموقف الإسرائيلي بأنه "غير منطقي"، مشيرًا إلى سيطرة إسرائيل على 200 كيلومتر مربع داخل الأراضي السورية وتنفيذها حوالي 1000 غارة جوية و 600 عملية توغل بري، بينما اقتصر الرد السوري على "شكاوى رمزية في مجلس الأمن". ويرى أن القيادة السورية الحالية "مدت غصن الزيتون" لإسرائيل، وطرحت تطبيق اتفاقية فض الاشتباك لعام 1974 كأساس لعلاقة جديدة، مع ضمانات أمريكية متبادلة.

حكومة انتقالية ذات ثقل تقني ودبلوماسي

يشير ليستر إلى أن الحكومة الانتقالية في سوريا، بقيادة تيار من "الجهاديين الإصلاحيين"، تضم شخصيات تكنوقراط من أبناء الشتات السوري في الولايات المتحدة وأوروبا والخليج في 80% من وزاراتها. وقد استقبلت دمشق وفودًا رسمية "يفوق ما استقبلته خلال 53 عامًا من حكم عائلة الأسد"، وحصلت على إعفاءات من العقوبات "بسرعة قياسية".

ويرى الباحث أن هذا الإقبال الدولي يعود للاعتقاد بأن "ما يحدث في سوريا لن يبقى فيها"، ولكن هذه المرة "بشكل إيجابي"، مع احتمال انعكاس الاستقرار في سوريا على المنطقة بأسرها.

تعاون أمني متسارع مع واشنطن

قدم ليستر أرقامًا مفصلة لعمليات مصادرة أسلحة مرتبطة بإيران خلال الأشهر العشرة الماضية، تجاوزت 4 آلاف قطعة وسلاح نوعي، بينها:

  • 910 قذائف هاون.
  • 721 لغمًا.
  • 496 صاروخ “غراد”.
  • 280 صاروخًا مضادًا للدروع.
  • 99 رشاشًا ثقيلًا.
  • 11 منظومة دفاع جوي محمولة.

وقال إن معظم هذه العمليات اعتمد على معلومات من الاستخبارات السورية، فيما جاءت عمليات أخرى بناءً على معلومات قدمتها الولايات المتحدة. وكشف أن التعاون الأمني بين دمشق وواشنطن شهد تطورًا كبيرًا، مشيرًا إلى عملية "حاسمة" في البوكمال، حيث قدمت واشنطن معلومات عن شبكة أنفاق ومخازن أسلحة للحرس الثوري، قبل أن تقتحمها قوات وزارة الداخلية السورية وتعتقل كل العاملين فيها.

وكانت وزارة الداخلية السورية نفذت بالتعاون مع وزارة الدفاع عملية أمنية واسعة في منطقة الهري على الحدود السورية العراقية، استهدفت شبكة تهريب متورطة في تجارة الأسلحة والمخدرات، وأسفرت عن مصادرة ترسانة من الأسلحة النوعية واعتقال 9 سوريين لهم علاقات وثيقة مع مليشيا الحشد الشعبي العراقي.

كما أشار ليستر إلى تنفيذ ستة هجمات مشتركة على أهداف لتنظيم "الدولة الإسلامية" وأخرى مرتبطة بإيران، بينها عملية أسفرت عن مقتل "أرفع قائد للتنظيم في سوريا".

دعوة إلى “منح سوريا فرصة”

يخلص ليستر إلى أن تجاهل إسرائيل لهذه المرحلة قد يشكّل "خطأ تاريخيًا"، معتبرًا أن دعم الاستقرار في سوريا سيعود بمكاسب أمنية كبيرة، وأن الطريق نحو السلام يبدأ باتفاقيات أمنية، في ظل استعداد دمشق لفتح قنوات تفاوض. ويرى أن الفرصة الحالية قد لا تتكرر، وأن خسارتها ستكون "إضاعة للحظة غير مسبوقة في تاريخ المنطقة".

وكان الباحث تشارلز ليستر التقى بالرئيس السوري، أحمد الشرع، خلال ندوة نظمها معهد الشرق الأوسط في نيويورك، في 23 أيلول الماضي. وقال الشرع حينها “فعّلنا جهودنا الدبلوماسية للحوار مع إسرائيل، ولسنا من يسبب المشاكل، نحن نخاف من إسرائيل وليس العكس”، وحذر من أن استمرار الانتهاكات الجوية والتوغلات البرية يعرقل المفاوضات ويهدد الاستقرار.

الشرع يحذّر: اتفاق أمني مع إسرائيل أو اضطرابات إقليمية
مشاركة المقال: