الجمعة, 28 نوفمبر 2025 04:35 PM

انتقادات لبيان "مدنية" حول تطورات الجزيرة السورية: نشطاء يدعون إلى الحيادية

انتقادات لبيان "مدنية" حول تطورات الجزيرة السورية: نشطاء يدعون إلى الحيادية

دمشق – نورث برس

أثار بيان منظمة "مدنية" حول الأحداث الجارية في منطقة الجزيرة السورية انتقادات من قبل نشطاء سوريين، حيث دعوا المنظمة إلى "المزيد من الحيادية وعدم الانحياز"، معتبرين أن البيان "أقرب للشروط السياسية والبعيد عن العمل المدني".

وكانت منظمة "مدنية" قد أصدرت بياناً ذكرت فيه أن قوى متعددة في سوريا قد ارتكبت انتهاكات ساهمت في تعميق حالة الانقسام الجغرافي والسياسي والمجتمعي، مشيرة إلى أن قوات سوريا الديمقراطية هي إحدى أبرز هذه القوى، وفقاً لما ورد في البيان.

وأشار البيان إلى متابعة المنظمة باهتمام لمسار التفاوض بين الحكومة السورية الانتقالية وقوات سوريا الديمقراطية، مع الإعراب عن "القلق إزاء تصاعد الانتهاكات في محافظات الجزيرة السورية الثلاث: الرقة والحسكة ودير الزور".

وتناول البيان قضايا مثل النفط والبنية التحتية والتجنيد الإجباري والاعتقالات السياسية وإغلاق الطرق مع الداخل السوري وعودة النازحين، متهماً قسد بارتكاب هذه الانتهاكات.

ودعا البيان قوات سوريا الديمقراطية إلى "التعامل مع القضية السورية باعتبارها قضية داخلية لا جزءاً من صراع عابر للحدود".

من جهتها، قالت ناز حمي، وهي ناشطة مدنية سورية، إن البيان ركز على اتفاق العاشر من آذار الذي لا يحمل جديداً، "ما يثير التساؤل حول الغرض من البيان في هكذا توقيت". وأضافت عبر وسائل التواصل الاجتماعي أنه "على الرغم من أن الحياد وعدم الانحياز يُفترض أن يكونا من أهم المبادئ التي من المفترض أن يلتزم بها المجتمع المدني، خصوصًا في ظل واقع الانقسام والاستقطاب الذي يعيشه المجتمع السوري، إلا أن صيغة البيان جاءت بعيدة عن هذا المبدأ وأقرب لشروط سياسية تفرض من طرف يعرف دوره في الإطار المدني".

وسجلت الناشطة السورية ملاحظات أخرى على بيان "مدنية"، من أبرزها أنه يشير إلى تصاعد الانتهاكات في مناطق سيطرة قسد، دون ذكر أي كلمة عن "الانتهاكات المستمرة بشكل يومي في مناطق سيطرة الحكومة السورية".

وأشارت إلى أن البيان ذكر نتائج زيارة الرئيس السوري أحمد الشرع إلى واشنطن، لكنه لم يتطرق نهائياً إلى الدور الأميركي أو موقفه من اتفاق العاشر من آذار، وكأن السياق السياسي الدولي غير موجود في الاتفاق، ووصف التفاوض بأنه قضية داخلية، معربة عن استغرابها من توجيه الاتهام إلى قسد بأنها الطرف الذي يصدر الصراع لخارج الحدود، بحسب حمي.

بدوره، انتقد الإعلامي والباحث السوري خورشيد دلي البيان قائلاً: "إذا منظمات المجتمع المدني هيك شو الواحد بدو يحكي عن الفصائل المسلحة والأحزاب الأيديولوجية". وأضاف أن أولى ثوابت المجتمع المدني هي الحيادية والتوازن والموضوعية، لكن "التقرير مليء بالانحياز والتصويب على طرف لصالح طرف وغياب التوازن".

واتهم الإعلامي السوري الواقفين على البيان بالسعي للوصول إلى هدف سياسي أو منصب حكومي، وفقاً لقوله.

تحرير: تيسير محمد

مشاركة المقال: