الجمعة, 28 نوفمبر 2025 05:07 PM

بيت جن تحتضن شهداءها ومسيرات غاضبة تندد بالعدوان الإسرائيلي

بيت جن تحتضن شهداءها ومسيرات غاضبة تندد بالعدوان الإسرائيلي

شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي عدوانًا على قرية بيت جن السورية ليل الخميس وفجر اليوم الجمعة، مما أسفر عن استشهاد 13 مواطنًا سوريًا. وتعتبر هذه العملية الأضخم التي يشنها الاحتلال في سوريا منذ عملية مصياف في أيلول 2024.

وبحسب الأهالي، اقتحمت مجموعة من قوات الاحتلال القرية في حوالي الساعة 3:30 فجرًا قادمة من نقطة جبلية داخل الأراضي السورية التي تم احتلالها بعد 8 ديسمبر 2024. وأفاد شهود عيان أن القوة أسرت 3 أشخاص من القرية قبل أن يواجهها مسلحون محليون، حيث جرى تبادل لإطلاق النار تبعه قصف من الطيران الإسرائيلي استهدف عشرات المنازل في القرية، مما خلف أضرارًا مادية جسيمة.

أكد مدير صحة ريف دمشق، “إسماعيل حسابا”، أن 6 من الضحايا دفنوا مباشرة في قرية بيت جن لتعذر وصول الاستجابة الطبية خلال الساعات الأولى من الاعتداء.

وذكر الدفاع المدني السوري أن طيران الاحتلال منع الطواقم من إغاثة المصابين، مشيرًا إلى أن المشافي الحكومية استقبلت 24 مصابًا آخرين، بعضهم في حالات حرجة ويحتاجون إلى عمليات جراحية، في حين تم تقديم إسعافات أولية في المكان لحالات لم تكن تستدعي النقل إلى المشافي.

أثار الاعتداء على بيت جن حملة تضامن سورية واسعة، حيث انتقد سوريون من مختلف المناطق السورية الاعتداء وتضامنوا مع بيت جن. ورفع سوريون في الشوارع خلال مسيرات دعا لها رئيس المرحلة الانتقالية “أحمد الشرع” بمناسبة ذكرى إطلاق معركة ردع العدوان، يافطات تضامنًا مع أهالي بيت جن.

نددت وزارة الخارجية السورية في بيان رسمي بالاعتداء على بيت جن، ووصفته بالإجرامي، مشيرة إلى أن دورية تابعة لجيش الاحتلال الإسرائيلي قامت به من خلال توغلها داخل أراضي بلدة بيت جن في ريف دمشق واعتدائها السافر على الأهالي وممتلكاتهم. وأضافت أن قوات الاحتلال وبعد فشل توغلها استهدفت البلدة بقصف أدى إلى مقتل أكثر من 10 مدنيين، من بينهم نساء وأطفال، وتسبب بنزوح عدد كبير من السكان المحليين. واعتبرت الخارجية أن الهجوم يشكل جريمة حرب مكتملة الأركان.

أدانت نائبة المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا “نجاة رشدي” التوغل الإسرائيلي داخل الأراضي السورية، واعتبرت أن مثل هذه الأعمال تعد انتهاكًا جسيمًا وغير مقبول لسيادة سوريا ووحدة أراضيها، وتزيد زعزعة الاستقرار في بيئة تعاني أصلاً الهشاشة. ودعت رشدي إلى وقف هذه الانتهاكات والالتزام الكامل باتفاق فصل القوات لعام 1974.

بالمقابل، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي عن إصابة 6 جنود من القوة التي نفذت التوغل داخل قرية بيت جن السورية أثناء اشتباكات وقعت في القرية. كما بين الاحتلال أن 3 من الإصابات الستة في صفوف جنوده خطيرة، إضافة لذلك أشار الاحتلال أنه اعتقل 3 أشخاص في قرية بيت جن ينتمون لما أسماها بـ “الجماعة الإسلامية”.

منذ إسقاط نظام الأسد في 8 ديسمبر 2024، شن الاحتلال الإسرائيلي قرابة 1000 غارة جوية على مناطق مختلفة من سورية ودمر آليات الجيش السوري المُنحل وعتاده العسكري في معظم الأراضي السورية. كما توغلت قوات الاحتلال بعد حدود اتفاق فض الاشتباك لعام 1974 ودخلت قرابة 15 كم في عمق الأراضي السورية. كما أنشأت 9 نقاط عسكرية داخل الأراضي السورية يتمركز فيها جنود من جيش الاحتلال، بعضها كانت مواقع للجيش السوري الُمنحَل.

عقد وزير الحارجية السورية “أسعد الشيباني” في آب 2025 لقاء مع وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلية رون ديرمير، وهو الاجتماع الثالث من نوعه بعد “باريس1” وباكو في أذربيجان. وتخلل اللقاء بحث سبل خفض التصعيد واتفاق فض الاشتباك لعام 1974 الموقع بين سوريا والاحتلال الإسرائيلي عقب حرب تشرين 1973. بعدها انتشرت أخبار عن توقيع اتفاق أمني بين سوريا وإسرائيل خلال زيارة الرئيس السوري أحمد الشرع إلى واشنطن الشهر الماضي. لكن مصدراً إسرائيلياً قال في وقت لاحق إن المفاوضات بشأن اتفاق أمني بين سوريا وإسرائيل وصلت إلى طريق مسدود. وذكرت “هيئة البث الإسرائيلية” أن فشل الاتفاق سببه إصرار دمشق على انسحاب قوات الاحتلال من جميع المناطق التي تمت السيطرة عليها بعد 8 كانون الأول 2024. من جانبه شدد الرئيس السوري خلال المرحلة الانتقالية “أحمد الشرع” عبر مقابلة صحفية في واشنطن على ضرورة أن ينتج عن الاتفاق النهائي انسحاب إسرائيل إلى ماقبل حدود 8 كانون الأول 2024. واعتبر أن التوسع الإسرائيلي جنوب سوريا لا يرتبط فقط بمخاوف أمنية بل بطموحات سياسية.

مشاركة المقال: