الجمعة, 28 نوفمبر 2025 09:25 PM

هيكل يكشف أسرار المفاوضات السرية بين العرب وإسرائيل: دوافعها وخلفياتها التاريخية

هيكل يكشف أسرار المفاوضات السرية بين العرب وإسرائيل: دوافعها وخلفياتها التاريخية

يتناول كتاب «المفاوضات السرية بين العرب وإسرائيل» لمحمد حسنين هيكل سؤالاً محورياً: لماذا كانت السرية ضرورية لهذه المفاوضات؟ ويستعرض الكتاب الدوافع التي فرضت هذا التكتّم، محللاً موازين القوى في تلك الفترة لتوضيح من كان يمتلك القوة ومن كان على حق.

يكشف «هيكل» عن مساعي الصهاينة لإيجاد أرض لإقامة دولتهم، مبيناً أسباب اختيار دولة عربية، وتحديداً فلسطين. تعرض الفصول الأولى من الكتاب خلفية «قصة المفاوضات السرية بين العرب وإسرائيل»، وتجيب على سؤال: لماذا جرت هذه الاتصالات والمفاوضات من وراء حجاب؟

من خلال الإجابة على هذا السؤال، تتكشف فصول القصة، وصولاً إلى نهايتها، في سياق متصل يسعى إلى الحقيقة، مدركاً أنها حق للناس ووسيلتهم للمعرفة، باعتبار المعرفة عنصراً أساسياً في الإرادة التاريخية للشعوب والأمم. يوثق هيكل تحليلاته بالوثائق والأدلة والشهادات المستقاة من مصادر متعددة، بما في ذلك مذكرات معاصرين للأحداث، ويوميات بن جوريون في حرب 1948، ووثائق من الخارجية الأمريكية.

يشرح هيكل كيف نشأت فكرة إقامة دولة صهيونية يهودية في فلسطين للفصل بين مصر وسوريا، خاصة بعد تجربة محمد علي. ويوضح الكتاب أن نجاح تجربة محمد علي كان سيؤدي إلى تحكمه في الشرق الأوسط، وخاصة المدخل الرئيسي للمنطقة بالنسبة للغرب. لتجنب تكرار ذلك، كان لابد من وجود دولة كإسرائيل. يوضح هيكل متى ولماذا نشأت هذه الفكرة وكيف تم تنفيذها، معتمداً على وثائق الخارجية الأمريكية ويوميات ابن جوريون وشهادات معاصرين، بمن فيهم الضباط الذين خاضوا الحرب، وعلى رأسهم القائد عبدالله التلا.

ويضيف هيكل أن «بذور المقدّسات: المحرّمات العربية تجاه الصهيونية وإسرائيل تعود في بداياتها وأصولها إلى القرن التاسع عشر». ويشير إلى أن العالم في القرن التاسع عشر كان مشغولاً بأربع قضايا: الوطنية، والتسابق الاستعماري، والمسألة الشرقية، والمسألة اليهودية.

وينقل هيكل عن مذكرات ناحوم جولدمان انطباع دافيد بن جوريون عن الضباط الأحرار، حيث وجده ممسكاً بكتاب لضابط مصري شاب، قائلاً: «هؤلاء الشبان في مصر لن يعقدوا صلحًا مع إسرائيل... لابد أن تقرأ هذا الكتاب فهو أسوأ من كتاب «كفاحى»... إنهم يرفضوننا. يرفضون إسرائيل ولن يعقدوا سلامًا معنا. وسوف نصطدم معهم لا شك عندى!».

ويؤكد هيكل أنه لم يحدث قبل ثورة 1952 انقطاع كامل للاتصالات بين أطراف عربية وإسرائيل. ويوضح أن الثورة المصرية كانت تعزز مواقعها في النصف الثاني من سنة 1952، وأن تحقيق الاستقلال الوطني كان الأولوية، بينما لم تكن المواجهة مع إسرائيل على رأس الأولويات.

ويشير إلى التغيرات الكبرى التي كانت تحدث، مثل تراجع بريطانيا وتقدم الولايات المتحدة في المنطقة. كما يذكر أن الملك عبدالله كان يسعى للصلح مع إسرائيل مستغلاً انشغال مصر وسوريا، وحاول إقناع لبنان بذلك، لكنه اغتيل على عتبات المسجد الأقصى، كما اغتيل رياض الصلح في عمان بعد لقائه بالملك عبدالله.

(أخبار سوريا الوطن2-المصري اليوم)

مشاركة المقال: