أكد سفير سوريا لدى الأمم المتحدة، إبراهيم علبي، أن سوريا تتفاوض مع إسرائيل انطلاقًا من منطق القوة، معتمدةً على الضغط الدبلوماسي و"ضبط النفس العسكري"، بهدف مواجهة إسرائيل بالعزلة الدبلوماسية. جاءت تصريحات علبي في مقابلة مع قناة "الحدث" السعودية، عقب قصف إسرائيلي على بلدة بيت جن في ريف دمشق، أسفر عن مقتل 13 مدنيًا وإصابة 24 آخرين.
ورداً على سؤال حول الرد السوري على القصف الإسرائيلي، أوضح علبي أن وزارة الخارجية السورية تستخدم كافة السبل الدبلوماسية والدولية للضغط على إسرائيل، لإشعارها بالعزلة وإعادتها إلى طاولة المفاوضات، داعيًا حلفاء إسرائيل للضغط عليها أيضًا. وأشار إلى أن "ضبط النفس العسكري مع الضغط الدبلوماسي" حقق لسوريا مكاسب على الدول التي تتعامل معها، بما في ذلك الولايات المتحدة، الحليف الأكبر لإسرائيل في المنطقة. واعتبر أن زيارة نتنياهو إلى الجنوب هي تعبير عن امتعاض من التواصلات الدولية التي تجريها سوريا، ورسالة موجهة للولايات المتحدة أكثر منها لسوريا.
وشدد السفير إبراهيم علبي على أن سوريا تتحدث من موقع قوة، مؤكدًا أن استخدام القوة العسكرية في الوقت الحالي قد يفقدها الكثير من النجاحات السياسية والاقتصادية التي عادت بالفائدة على السوريين. وفي رده على ادعاءات إسرائيل بأن العملية في بيت جن استهدفت عناصر من "الجماعة الإسلامية"، أكد علبي أن سوريا ليست بصدد التعامل مع "الأعذار الواهية".
وفيما يتعلق بتصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي حول وجود للحوثيين في الجنوب السوري، وصف علبي هذا القول بأنه "ضرب من ضروب الخيال"، مؤكدًا أن عملية التحرير التي قام بها السوريون أدت إلى خلو تلك المناطق من هذه الأطراف، وأن التعامل مع هذه الأطراف هو دور الحكومة السورية.
من جهتها، أدانت وزارة الخارجية السورية ما وصفته بـ"الاعتداء الإجرامي" الذي قامت به دورية إسرائيلية في بلدة بيت جن، مؤكدةً أن قصف البلدة يشكل "جريمة حرب مكتملة الأركان".
وذكرت الوزارة أن القصف الإسرائيلي تسبب بـ"مجزرة مروعة" راح ضحيتها مدنيون بينهم نساء وأطفال، وأدى إلى حركة نزوح كبيرة. وأدانت عدد من الدول والمنظمات الهجمات الإسرائيلية على بلدة بيت جن، بما في ذلك بريطانيا وتركيا والكويت وجامعة الدول العربية ومجلس التعاون الخليجي والأمم المتحدة وقطر والأردن وحركتا "حماس" و"الجهاد الإسلامي" الفلسطينيتان وجماعة الإخوان المسلمين في سوريا.
وبررت إسرائيل هجومها على البلدة بادعاء أنها كانت تقبض على عناصر من "الجماعة الإسلامية"، زاعمةً أن الجماعة تمتلك أسلحة في بيت جن وتعمل على "تجنيد الإرهابيين وتحديد مواقعهم".
وفي سياق متصل، استبعد وزير الدفاع الإسرائيلي التوصل لاتفاق مع سوريا، مبررًا ذلك بوجود قوى داخل حدودها تفكر في "غزو" بري لتجمعات سكانية في الجولان، مشيرًا إلى أن "الحوثيين" من بين هذه القوى.