شبكة أخبار سوريا والعالم/ حذر أنس الشيخ، المعروف بلقب “أبو زهير الشامي” والقائد العام للجهاز السوري المستقل لمكافحة الإرهاب، من التداعيات الخطيرة للتطورات العسكرية الأخيرة في الجنوب السوري. جاء هذا التحذير في تصريح خاص لموقع هاشتاغ، وذلك عقب الهجوم الإسرائيلي على بلدة بيت جن في ريف دمشق.
أكد الشيخ أن الشعب السوري اليوم يمتلك الخبرة والقدرة على القتال بعد 14 عاماً من الحرب، مشيراً إلى أن السوريين لن يسمحوا بأي قوات أجنبية تتوغل داخل أراضيهم أو تنفذ عمليات اعتقال أو اغتيال. وأضاف أن أي تحرك إسرائيلي جديد قد يشعل مقاومة شعبية واسعة في الجنوب.
كما صرح الشيخ بأن السلطات السورية تخلت عن مسؤولياتها تجاه الجنوب، مما جعل المنطقة مكشوفة أمام التدخلات الخارجية. وحذر من خطورة التقارير التي تتحدث عن تنسيق محتمل بين دمشق وتل أبيب بشأن دخول الجيش الإسرائيلي إلى بيت جن، مؤكداً أن هذا التنسيق، إذا ثبتت صحته، سيؤدي إلى مواجهة شعبية ليس فقط مع إسرائيل بل مع السلطة السورية نفسها.
وفيما يتعلق بالتصعيد المحتمل، أوضح الشيخ أن أي تقدم إسرائيلي نحو معضمية الشام سيواجه بـ "فزعة عشائرية وقوة شعبية لا تخضع لأي سلطة". وأكد أن الشعب الذي حمل السلاح لمدة 14 عاماً مستعد لحمله لمدة مماثلة إذا فرض عليه القتال، حتى لو تحولت سوريا إلى نسخة من غزة من حيث المواجهة المستمرة.
يذكر أن بلدة بيت جن، القريبة من الجولان المحتل، شهدت عملية إسرائيلية محدودة خلال الساعات الـ 48 الماضية، استهدفت، بحسب وسائل إعلام عبرية، مجموعات يشتبه بتنفيذها عمليات قرب الحدود. وقد أسفرت العملية عن سقوط أكثر من 13 قتيلاً و 25 جريحاً، وسط تحليق مكثف للطيران الإسرائيلي، بينما وصفتها دمشق بأنها "جريمة حرب".
وقد أدانت وزارة الخارجية السورية التوغل الإسرائيلي، معتبرة أنه اعتداء يستهدف المدنيين والبنية التحتية، وأكدت أن القصف الذي استهدف المنازل والطرق الزراعية يمثل انتهاكاً صارخاً للسيادة السورية والقانون الدولي. ودعت المجتمع الدولي للتدخل الفوري لوقف ما وصفته بـ "السياسة الممنهجة لترويع السوريين".
تعتبر هذه العملية واحدة من أعمق التوغلات الإسرائيلية داخل ريف دمشق، مما يزيد من التوتر ويثير المخاوف من انزلاق الجنوب السوري نحو مواجهة مفتوحة في المستقبل القريب.
هاشتاغ سوريا