يرى خطيب أن بدلة الشعب السوري لا تحب التغيير، مؤكداً أن الأمة العربية تميل إلى الثوابت. ويشير إلى أن الإعلام التابع لنظام الأسد كان يركز على أن القيادة السورية متمسكة بالثوابت القومية والوطنية، المستمدة من شعارات الوحدة والحرية والاشتراكية.
ينتقد الكاتب هذه الثوابت، معتبراً أنها أدت إلى تجزئة البلاد، وقمع الحريات، وتكريس الفقر، وتمركز الثروة في أيدي قلة. ويرى أن فكرة الثوابت القومية والوطنية ما هي إلا أداة لتكريس الاستبداد وإقناع الشعب بالرضوخ للأمر الواقع.
يستعير النظام البعثي فكرة "الخط الأحمر" من الأنظمة الدكتاتورية، ويشبهها بمقولة "كومة حديد" في سوق السيارات المستعملة، حيث يتخلى البائع عن مسؤوليته عن أي عيوب تظهر في السيارة بعد البيع. ويشير إلى أن بيع السيارات المستعملة خلال الحرب الأهلية كان يتم دون أوراق ثبوتية، في عملية تسمى "لفة رسن".
يوضح الكاتب أن الخط الأحمر يمنع المواطنين من مناقشة القضايا الكبرى، فإذا قيل لهم إن "المقاومة خط أحمر"، لا يمكنهم السؤال عن ماهية هذه المقاومة وأهدافها. ويتساءل عن سبب انجرار سوريا في المشروع التوسعي الإيراني، وعن العدو الذي يتم التخويف به.
ويشير إلى أن السلطة الحالية، المتمثلة بفصائل "هيئة تحرير الشام"، تتبنى نفس الشعارات والخطوط الحمراء التي كانت تتبناها سلطة الأسد. فبعد أن كان السير في فلك أمريكا، ومهادنة العدو الصهيوني، والتعامل مع العدو الروسي من المحرمات، نرى اليوم هذه الفصائل تتصرف بعكس هذه الثوابت.