الثلاثاء, 2 ديسمبر 2025 01:19 PM

السويداء: غموض يكتنف وفاة الشيخ رائد المتني وسط اتهامات بتورط قوات موالية للهجري

السويداء: غموض يكتنف وفاة الشيخ رائد المتني وسط اتهامات بتورط قوات موالية للهجري

أفادت شبكة الراصد في السويداء بوصول جثمان الشيخ رائد المتني، أحد شيوخ طائفة الموحدين الدروز، إلى المشفى الوطني في المحافظة فجر اليوم. وأشارت الشبكة عبر صفحتها على “فيسبوك” إلى أن سبب الوفاة لم يتضح بعد، مع عدم وجود آثار لإطلاق نار على الجثة، في حين يواصل الطب الشرعي فحوصاته لتحديد ملابسات الوفاة.

من جهته، أكد قتيبة عزام، مدير العلاقات العامة في مديرية إعلام السويداء، لمراسل عنب بلدي خبر الوفاة، مشيرًا إلى أن الوفاة نتجت عن عمليات تعذيب تعرض لها المتني أثناء اعتقاله من قبل “الحرس الوطني” المدعوم من حكمت الهجري، الرئيس الروحي للطائفة الدرزية. والجدير بالذكر أن المتني كان من المسؤولين عن فصيل المجلس العسكري الذي تشكل عقب سقوط نظام الأسد العام الماضي، والذي تراجع دوره في الأشهر الأخيرة.

حملة اعتقالات

شهدت مدينة السويداء توترات أمنية على خلفية حملة اعتقالات استهدفت شخصيات معارضة للشيخ الهجري. وذكر مراسل عنب بلدي أن قوات “الحرس الوطني” المدعومة من الشيخ الهجري نفذت منذ 28 تشرين الثاني الماضي عمليات اعتقال طالت شخصيات من المحافظة، من بينهم الشيخان الدرزيان رائد المتني ومروان رزق، بالإضافة إلى عاصم أبو فخر وغاندي أبو فخر وشخص آخر من عائلة الصفدي.

كما انتشرت تسجيلات مصورة على مواقع التواصل الاجتماعي تظهر عمليات تعذيب وإهانة طالت الشيخ المتني، بما في ذلك حلق شواربه وشتائم. وأفادت شبكة “السويداء 24” المحلية بانتشار عناصر “الحرس الوطني” على المداخل الرئيسية والطرقات بالتزامن مع حملة الاعتقالات، مؤكدة أن الحصيلة بلغت خمسة أشخاص، من بينهم رائد المتني وعاصم أبو فخر، دون ذكر الأسماء الأخرى.

وأشارت “السويداء 24” إلى تواصلها مع أقارب أحد المعتقلين الذين أعربوا عن تفاجئهم بالخبر، مشيرين إلى أن سبب الاعتقالات لا يزال مجهولًا. ولم يصدر “الحرس الوطني” أي توضيح حول أسباب الاعتقالات ودوافعها. في المقابل، ذكرت حسابات داعمة لـ “الحرس الوطني” أن الاعتقالات جاءت على خلفية محاولة انقلاب كان يخطط لها المعتقلون ضد الشيخ الهجري.

الإعلامي المقرب من الهجري، ماهر شرف الدين، نقل عن مصادر وصفها بالخاصة أن المقبوض عليهم كانوا يخططون لتنفيذ عمليات أمنية في السويداء، تشمل اغتيال شخصيات قيادية وتفجير سيارات مفخخة وزرع عبوات ناسفة في الأماكن العامة، وفقًا لما ذكره على صفحته في “فيسبوك”.

عقب أحداث السويداء

يذكر أن “الحرس الوطني” هو جسم عسكري أُعلن عن تشكيله في 23 آب الماضي بمباركة من الهجري، ويضم فصائل عاملة في السويداء. وجاء تشكيل “الحرس الوطني” بعد أكثر من شهر من التوترات التي شهدتها المحافظة بين فصائل محلية والقوات الحكومية وعشائر من البدو.

بدأت أحداث السويداء في 12 تموز الماضي، إثر عمليات خطف متبادلة بين سكان حي المقوس ذي الأغلبية البدوية وعدد من أبناء الطائفة الدرزية، وتطورت إلى اشتباكات متبادلة. تدخلت الحكومة السورية في 14 تموز لفض النزاع، إلا أن تدخلها ترافق مع انتهاكات بحق مدنيين من الطائفة الدرزية، ما دفع فصائل محلية للرد.

في 16 تموز، انسحبت القوات الحكومية من السويداء بعد تعرضها لضربات إسرائيلية، أعقبها انتهاكات وأعمال انتقامية بحق سكان من البدو، ما أدى إلى إرسال أرتال عسكرية على شكل “فزعات عشائرية” نصرة لهم. وبعد ذلك، توصلت الحكومة السورية وإسرائيل إلى اتفاق بوساطة أمريكية لوقف العمليات العسكرية.

اشتباكات مستمرة

على الرغم من الهدنة، استمرت الاشتباكات بشكل محدود بين الجانبين، وسط تبادل الاتهامات بخرق الهدنة. وفي 25 تشرين الثاني الحالي، استهدفت الفصائل المحلية في السويداء حاجزًا لقوى الأمن الداخلي التابعة لوزارة الداخلية السورية في ريف السويداء الغربي.

وذكر مراسل عنب بلدي أن الفصائل المحلية استهدفت حاجز قرية برد، ما أدى إلى مقتل عنصر من الأمن الداخلي وإصابة اثنين آخرين. وأشار إلى أن الحاجز كان يعتبر معبرًا إنسانيًا ولا علاقة له بالعمليات العسكرية. في المقابل، أصدر “الحرس الوطني” بيانًا اتهم فيه “العصابات التابعة لحكومة دمشق” بخرق الهدنة باستخدام طائرات مسيّرة ورشاشات ثقيلة ومتوسطة، مستهدفة القطاع الغربي عند بلدتي سليم وعتيل والأوتوستراد الدولي، ما أسفر عن مقتل مدني ووقوع عدة جرحى.

مشاركة المقال: