تحركات مفاجئة: أمريكا تسحب آلياتها العسكرية من الحسكة إلى العراق وسط تكهنات بتقليص الوجود الأمريكي في سوريا

بدأت الولايات المتحدة الأمريكية بسحب عشرات الآليات العسكرية من مناطق سيطرة "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) في محافظة الحسكة شمال شرقي سوريا، متجهة نحو شمال العراق.

أفاد مراسل عنب بلدي في الحسكة بأن قافلة تضم عشرات العربات المدرعة والشاحنات المحملة بمعدات لوجستية عبرت من الحسكة إلى العراق عبر معبر "الوليد" الحدودي البري شمالي بلدة اليعربية. وتشير التقديرات إلى أن عدد الآليات يبلغ حوالي 150 آلية، بما في ذلك آليات ثقيلة ومواد دعم لوجستي.

يأتي هذا الانسحاب في أعقاب بدء الولايات المتحدة بسحب جنود وآليات عسكرية من قواعد كانت تتمركز بها في سوريا على مدار السنوات الماضية. وكانت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية قد ذكرت في 17 نيسان الحالي، نقلًا عن مسؤولين أمريكيين، أن الجيش الأمريكي بدأ بإغلاق ثلاث من قواعده العسكرية الصغيرة في شمال شرقي سوريا، وبدأ بسحب مئات القوات من المنطقة، مما يعكس تغير البيئة الأمنية في البلاد.

وأشارت الصحيفة إلى أن الجيش الأمريكي سيقلص عدد القوات الأمريكية في سوريا من 2000 إلى حوالي 1400 جندي. وشمل الانسحاب الأمريكي موقع دعم المهمة "القرية الخضراء" (حقل كونيكو)، وموقع "الفرات" (حقل العمر)، ومنشأة ثالثة أصغر لم يتم تحديدها.

وذكر المسؤولون للصحيفة أنه بعد 60 يومًا، سيقوم القادة الأمريكيون بتقييم إمكانية إجراء تخفيضات إضافية، مع توصية بإبقاء 500 جندي أمريكي على الأقل في سوريا.

وفي شباط الماضي، أفادت شبكة "NBCNEWS" الأمريكية بأن وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) وضعت خططًا للانسحاب الكامل من سوريا في غضون فترة تتراوح بين 30 و90 يومًا. وأشارت الشبكة إلى أن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، ومسؤولين مقربين منه أعربوا عن اهتمامهم بسحب القوات الأمريكية من سوريا، مما دفع "البنتاجون" لوضع خطط للانسحاب في فترات زمنية مختلفة.

ونقلت الشبكة عن مسؤولين في "البنتاجون" قولهما إن الوزارة تعمل على وضع خطط لسحب جميع القوات الأمريكية من سوريا. وفي نهاية كانون الثاني الماضي، ذكر ترامب أنه سيتخذ قرارًا بشأن وجود القوات الأمريكية في سوريا.