الأربعاء, 3 ديسمبر 2025 01:23 AM

من سجون النظام إلى قاعة سامي الدروبي: محمد السباعي يروي وجع 27 عاماً خلف القضبان في أمسية حمصية

من سجون النظام إلى قاعة سامي الدروبي: محمد السباعي يروي وجع 27 عاماً خلف القضبان في أمسية حمصية

حمص-سانا: في أمسية وجدانية مميزة احتضنتها قاعة سامي الدروبي في المركز الثقافي بمدينة حمص، استعاد الشاعر والمعتقل السابق محمد سبيع السباعي ذكريات مريرة من حياته، وذلك أمام جمهور غفير.

اللقاء، الذي شهدته مديرية الثقافة بحمص، كان بمثابة نافذة أطل منها السباعي على سنوات عمره التي قضاها خلف قضبان سجون النظام البائد، والتي قاربت الثلاثة عقود. شارك السباعي الحضور تفاصيل تجربته القاسية، مستحضراً مسقط رأسه حمص، ومعبراً عن ألمه من الغربة من خلال أبيات شعرية مؤثرة.

تعود تفاصيل القصة إلى مطاردة سلطات النظام البائد للسباعي بعد تخرجه من جامعة دمشق عام 1975، مما اضطره إلى التخفي لسنوات قبل أن يتم اعتقاله في آذار عام 1978. أمضى السباعي 27 عاماً متنقلاً بين سجني المزة وتدمر، حيث عانى مع رفاقه من أشكال التعذيب والحرمان والمرض.

بعد خروجه من السجن عام 2004، وبعد أن تجاوز نصف عمره في المعتقل، تزوج السباعي في الثانية والخمسين من عمره ورزق بخمسة أطفال. لكن الملاحقات الأمنية المتجددة من النظام البائد خلال الثورة السورية أجبرته على مغادرة سوريا باتجاه السعودية قبل 13 عاماً.

ومع بزوغ فجر النصر والتحرير، عاد السباعي إلى وطنه حاملاً قصائده التي تخلد ذكرى رفاقه الذين غيبهم الموت عن لحظة الانتصار، ومستعيداً مع الجمهور مشاهد الكرامة والحرية المستعادة.

خلال الأمسية، ألقى السباعي مختارات من ديوانه "الرحيل إلى مدينة الشمس"، مصوراً في كلماته الألم الذي عاشه ومؤرخاً للحظات قاسية بصياغة صادقة تعكس روح التحمل وقوة التجربة. ومن بين ما ألقاه: "في الحمام مذبحة..وعند حلاقة الشعر.. وعند تنفس الأحرار في الباحات..يا رباه ما يجري".

يذكر أن محمد سبيع السباعي قد تم تكريمه خلال ندوة أقيمت في نيسان الماضي تحت عنوان "27 عاماً وراء القضبان وملامح من ثقافة الصبر والنصر".

مشاركة المقال: