الجمعة, 5 ديسمبر 2025 03:39 PM

فضيحة طبية تهز ألمانيا: تشخيص خاطئ لسرطان الثدي يعرض 34 امرأة لعلاج كيميائي غير ضروري في بريمن

فضيحة طبية تهز ألمانيا: تشخيص خاطئ لسرطان الثدي يعرض 34 امرأة لعلاج كيميائي غير ضروري في بريمن

هزت مدينة بريمن الألمانية فضيحة طبية مروعة، حيث تبين أن 34 امرأة عانين من تشخيصات خاطئة لسرطان الثدي، مما أدى إلى خضوع بعضهن لعلاجات كيميائية قاسية وغير ضرورية، وما صاحبها من آثار جانبية وخيمة.

وكشفت التحقيقات أن قسم علم الأمراض في أحد مستشفيات المدينة قد قام بتقييم الأورام بشكل غير صحيح، مصنفًا الخلايا السرطانية على أنها أكثر شراسة مما كانت عليه في الواقع.

يثير هذا الحادث في بريمن تساؤلات جوهرية حول كيفية وقوع مثل هذه الأخطاء، وآلية عمل خبراء علم الأمراض، ومدى احتمال حدوث تقييمات طبية خاطئة بهذه الخطورة. الجدير بالذكر أن ألمانيا تشهد سنويًا نحو 500 ألف تشخيص بالإصابة بالسرطان، وكل حالة تمثل صدمة كبيرة للمريض وعائلته. يخضع العديد من المرضى لعلاجات كيميائية أو إشعاعية قوية تغير حياتهم بشكل جذري، بالإضافة إلى الأعباء النفسية المصاحبة.

وفي بريمن، عانت بعض المريضات من آثار جانبية شديدة نتيجة علاج سرطاني لم يكن مناسبًا لحالتهن أساسًا.

كيف يعمل علم الأمراض؟

عند الاشتباه بالإصابة بالسرطان، تؤخذ عينة من النسيج عن طريق الخزعة أو أثناء الجراحة، ثم تفحص تحت المجهر لتحديد ما إذا كانت سرطانية ومدى شراستها. وقد تستخدم تقنيات إضافية مثل الفحوص المناعية (Immunhistochemie) التي تحدد وجود مؤشرات الورم، بالإضافة إلى التحليل الجيني للكشف عن خصائص الخلايا ودرجة خطورتها. وبناءً على هذه النتائج، يصدر اختصاصي علم الأمراض التقرير التشريحي الذي تعتمد عليه الخطة العلاجية.

إلا أن الأخطاء التي حدثت في بريمن أدت إلى تفسير غير دقيق للتحاليل، ما جعل الأورام تبدو أكثر عدوانية مما هي عليه. وقالت المتحدثة باسم “صحة الشمال” كارين ماتيسزيك: «لقد قَيّمنا الأورام على أنها أخطر مما هي فعلاً، وهذا أدى إلى قرارات علاجية خاطئة – غالباً علاج مفرط. في معظم الحالات كان من الممكن الاكتفاء بالتدخل الجراحي بدلاً من أشهر من العلاج الكيميائي».

وصف خبراء هذا الخطأ بأنه «فادح»، إذ قال البروفسور فولكر راغوش، رئيس قسم أمراض النساء في مستشفى أسكليبيوس في هامبورغ: «إذا أصدر أخصائي علم الأمراض تقريراً خاطئاً، فقد أتلقى علاجاً لا أحتاجه على الإطلاق. قد تكون النتيجة علاجاً مفرطاً أو ناقصاً، وفي الحالتين الأمر خطير».

احتمال خطأ في كل سابع حالة سرطان

على الرغم من عدم وجود أرقام رسمية، تشير التقديرات إلى أن ما يصل إلى واحد من كل سبعة مرضى سرطان قد يتلقى علاجًا غير مناسب نتيجة تقييمات طبية غير دقيقة. وتقول البروفسور كارولين موغلر من جامعة ميونيخ التقنية: «مثل هذه الحالات يمكن أن تحدث، وغالبًا بسبب ضعف جودة الفحوص، أو نقص التدريب، أو الاعتماد على معرفة قديمة، أو ببساطة الإهمال. في مؤسستنا، يجب أن يراجع تشخيص أي ورم خبيث طبيبان مختصان قبل اعتماده».

عواقب العلاج الخاطئ

يمكن أن تسبب التشخيصات الخاطئة عواقب جسيمة، سواء عبر الخضوع لعلاج غير ضروري — مثل العلاج الكيميائي أو الإشعاعي — أو عبر تأخير العلاج الصحيح. وفي حالات السرطان، الوقت عامل حاسم، وكل تأخير قد يقلل من فرص الشفاء. كما أن العلاجات غير الضرورية قد تلحق أذى بالنسيج السليم وتترك مضاعفات جسدية طويلة الأمد.

كيف يمكن للمرضى حماية أنفسهم؟

التوصية الأهم هي طلب رأي طبي ثانٍ، فهو يساعد على كشف الأخطاء المحتملة، وتفادي العلاجات غير الملائمة، وتحديد الخيار العلاجي الأكثر دقة وأمانًا.

مشاركة المقال: