السبت, 6 ديسمبر 2025 01:12 AM

قلق عربي وإسلامي متزايد إزاء خطط إسرائيل لفتح معبر رفح باتجاه واحد: مخاوف من تهجير سكان غزة

قلق عربي وإسلامي متزايد إزاء خطط إسرائيل لفتح معبر رفح باتجاه واحد: مخاوف من تهجير سكان غزة

أعربت مصر وقطر وست دول إسلامية أخرى، يوم الجمعة، عن قلقها العميق إزاء إعلان إسرائيل عن نيتها فتح معبر رفح في اتجاه واحد، وذلك للسماح فقط بخروج سكان غزة إلى مصر.

وفي بيان مشترك، أعرب وزراء خارجية كل من مصر وإندونيسيا والأردن وباكستان وقطر والسعودية وتركيا والإمارات عن "بالغ القلق إزاء التصريحات الصادرة عن الجانب الإسرائيلي بشأن فتح معبر رفح في اتجاه واحد بهدف إخراج سكان قطاع غزة إلى جمهورية مصر العربية".

وشدد الوزراء على "الرفض التام لأية محاولات لتهجير الشعب الفلسطيني من أرضه، وعدم إجبار أي من أبناء القطاع على المغادرة".

وأكدوا "ضرورة الالتزام الكامل بخطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب وما تضمنته من فتح معبر رفح في الاتجاهين".

وكانت وحدة تنسيق أعمال الحكومة الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية (كوغات) قد أعلنت يوم الأربعاء أن معبر رفح سيفتح "في الأيام المقبلة" للسماح حصرا بخروج سكان غزة إلى مصر.

إلا أن القاهرة نفت وجود اتفاق يسمح بعبور السكان في اتجاه واحد، بحسب الهيئة العامة للاستعلامات التابعة لرئاسة الجمهورية.

ويعد فتح المعبر من البنود التي وردت في خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب وأفضت إلى اتفاق بشأن وقف الحرب التي اندلعت في القطاع عقب هجوم حماس على إسرائيل في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023. كما طالبت وكالات الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية الإنسانية مرارا بفتحه.

وسيطرت القوات الإسرائيلية في السابع من أيار/مايو 2024 على الجانب الفلسطيني من المعبر، وقالت إنه كان يُستخدم "لأغراض إرهابية"، وسط شبهات بتهريب أسلحة.

وأعيد فتح معبر رفح لفترة وجيزة خلال هدنة قصيرة بين إسرائيل وحماس دخلت حيز التنفيذ في 19 كانون الثاني/يناير، ما سمح في البداية بمرور الأشخاص المصرح لهم بمغادرة غزة، ولاحقا مرور الشاحنات.

فيما يلي خمس نقاط أساسية يجب معرفتها عن معبر رفح:

نقطة عبور حيوية

يعتبر معبر رفح نقطة عبور حيوية لدخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع المحاصر، ولا سيما الغذاء والوقود لإمداد القطاع المحروم من الكهرباء بالطاقة.

ولفترة طويلة، كان المعبر أيضا نقطة الخروج الرئيسية للفلسطينيين الذين يُسمح لهم بمغادرة القطاع الصغير الذي تحاصره إسرائيل منذ عام 2007.

بين عامي 2005 و2007، كان معبر رفح أول منفذ حدودي فلسطيني تديره السلطة الفلسطينية إلى أن تحول رمزا لسيطرة حركة حماس على القطاع بعد فوزها بالانتخابات التشريعية عام 2006 ثم توليها السلطة إثر مواجهات مع حركة فتح.

سيطرة إسرائيلية

في 7 أيار/مايو 2024، سيطر الجيش الإسرائيلي على الجانب الفلسطيني من المعبر، مدعيا أنه "يُستخدم لأغراض إرهابية"، وسط شكوك في تهريب الأسلحة.

ومنذ ذلك الحين، أُغلقت معظم نقاط العبور إلى غزة بما فيها تلك المستخدمة من قبل الأمم المتحدة.

وأُعيد فتح المعبر لفترة وجيزة خلال وقف إطلاق نار قصير بين إسرائيل وحماس في 19 كانون الثاني/يناير، ما سمح بمرور بعض الأفراد المصرّح لهم ثم بمرور الشاحنات.

هل يفتح مجددا؟

في 10 تشرين الأول/أكتوبر 2025، دخل اتفاق جديد لوقف إطلاق النار في غزة حيز التنفيذ بوساطة أميركية مصرية قطرية.

حينها تحدث وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر عن خطط لإعادة فتح المعبر، في حين أكد مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو أنه سيظل مغلقا "حتى إشعار آخر".

وفي بداية كانون الأول/ديسمبر، أعلنت الحكومة الإسرائيلية أن معبر رفح سيفتح في "الأيام المقبلة" للسماح حصرا بخروج سكان غزة إلى مصر فيما نفت الأخيرة وجود اتفاق يسمح بعبور السكان في اتجاه واحد.

وقالت وحدة تنسيق أعمال الحكومة الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية (كوغات) إنه "وفقا لاتفاق وقف إطلاق النار وتوجيه من المستوى السياسي، سيفتح معبر رفح في الأيام المقبلة بشكل حصري لخروج سكان قطاع غزة إلى مصر".

في المقابل، أكدت مصر على لسان "مصدر مسؤول" أنه "إذا تم التوافق على فتح المعبر، فسيكون العبور منه في الاتجاهين للدخول والخروج من القطاع، طبقا لما ورد بخطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب".

وأوضحت كوغات أن المعبر سيعمل تحت إشراف بعثة الاتحاد الأوروبي للمساعدة الحدودية، "على غرار الآلية التي كانت سارية في كانون الأول/ديسمبر 2025".

وتنص خطة ترامب، التي تعتبر أساس اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس، على أن يتم إعادة فتح معبر رفح للسماح بدخول المساعدات الإنسانية.

ولكن منذ دخول وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ، تماطل السلطات الإسرائيلية في فتح المعبر، متهمة حماس بتعطيل الاتفاق لعدم تسليمها جميع جثث الرهائن التي ما زالت داخل القطاع.

معبر كرم أبو سالم

عادة ما تصل المساعدات الدولية إلى مصر عبر ميناءي بورسعيد والعريش على البحر المتوسط، ومنهما إلى الجانب المصري من معبر رفح.

ووفقا لشهادات سائقي شاحنات المساعدات، يتم توجيه الشاحنات فور عبورها حاجز رفح جنوبا إلى معبر كرم أبو سالم على بعد بضعة كيلومترات.

وهناك، يترجل السائقون تاركين الشاحنات لتفتيش دقيق يتم بعده إفراغ الحمولات التي حصلت على الموافقة الإسرائيلية، ثم يعاد تحميلها على مركبات أخرى مُصرّح لها بدخول غزة.

معابر أخرى

ينص اتفاق وقف إطلاق النار الذي رعاه ترامب على دخول 600 شاحنة مساعدات إلى غزة يوميا.

ولكن ما زالت إسرائيل تسمح بدخول أعداد أقل مما ورد في الاتفاق، معظمها عبر معبر كرم أبو سالم والباقي عبر معبر كيسوفيم، وفقا للأمم المتحدة.

وكان قد تم تدمير معبر بيت حانون الواقع بين غزة وجنوب إسرائيل أثناء هجوم حماس على الدولة العبرية في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023.

وأعيد فتحه لفترة وجيزة مطلع العام 2025، غير أنه أغلق مجددا حتى إشعار آخر.

وهناك نقاط عبور أخرى بين قطاع غزة وإسرائيل كانت تعمل حتى قبل بدء الحرب، ولم تعلن السلطات الإسرائيلية بعد ما إذا كانت تعتزم معاودة فتحها.

مشاركة المقال: