السبت, 6 ديسمبر 2025 05:07 AM

إدلب: سباق مع الزمن لإنقاذ الطفلة "شذى" بعد سقوطها في بئر عميقة

إدلب: سباق مع الزمن لإنقاذ الطفلة "شذى" بعد سقوطها في بئر عميقة

في قرية صغيرة تقع على أطراف مدينة سنجار، شرقي محافظة إدلب في شمال سوريا، يتركز اهتمام الأهالي وجهودهم منذ ساعات على صوت واحد: صوت ارتطام المعاول بالصخور. إنهم يحاولون الوصول إلى الطفلة "شذى"، التي تقاوم وحدها في بئر عميقة تمتد حوالي 10 أمتار تحت سطح الأرض.

أعلن جهاز الدفاع المدني السوري في بيان له، مساء يوم الجمعة، عن استمرار عمليات الإنقاذ بعد سقوط الطفلة "شذى"، البالغة من العمر ثلاث سنوات، في بئر جافة ضيقة تقع في قرية صريع. وقد أدى انهيار صخرة إلى إغلاق فوهة البئر، مما أعاق الوصول المباشر إليها.

منذ ذلك الحين، تحولت القرية الهادئة إلى خلية نحل، حيث تتسابق فرق الإنقاذ مع الزمن. شقت آليات ثقيلة تابعة لجهاز الدفاع المدني طريقها إلى الموقع، وباشرت فرق الإنقاذ حفر نفق جانبي مواز لجدار البئر، في محاولة لفتح مسار بديل للوصول إلى الطفلة بأسرع ما يمكن.

تحت أضواء المصابيح المحمولة، تتواصل أعمال الحفر ليلاً ونهاراً دون توقف، وسط دعوات الأهالي الذين يحيطون بالمكان، مترقبين أي إشارة تبعث على الاطمئنان. ولضمان بقاء الطفلة على قيد الحياة، تواصل فرق الإنقاذ ضخ الأوكسجين إلى داخل البئر، بينما يقف فريق إسعاف على أهبة الاستعداد لأي لحظة حاسمة.

ومع وصول أعمال الحفر في النفق الموازي إلى أرض صخرية، طلب الدفاع المدني آليات إضافية لتعزيز وتيرة الحفر في هذا السباق المحموم مع الزمن.

وبينما تتواصل جهود الإنقاذ، يأمل الأهالي أن تنتهي محنة الطفلة "شذى" بنهاية سعيدة، على عكس النهايات المؤلمة التي شهدتها المنطقة في حوادث مماثلة خلال السنوات الماضية. فقد هزت مأساة الطفل ريان في المغرب عام 2022 الرأي العام العربي بعد 5 أيام من محاولات الإنقاذ داخل بئر ضيقة انتهت بوفاته. كما استعاد السوريون ذكرى الطفلة لمى الروقي التي لقيت حتفها بعد سقوطها في بئر بالسعودية عام 2014.

مع كل ضربة معول تنبعث من عمق البئر، يزداد الترقب لخبر ينتظره الجميع: خروج "شذى" إلى النور سالمة، لتسجل إدلب هذه المرة نهاية سعيدة طال انتظارها في قصص مماثلة. (ANADOLU)

مشاركة المقال: