أكد الرئيس أحمد الشرع أن سوريا تجاوزت مرحلة العزلة والحصار التي استمرت لعقود، لتصبح اليوم نموذجاً للاستقرار الإقليمي بعد أن كانت تعتبر مصدراً للأزمات، وهي الآن تستعيد مكانتها الإقليمية والدولية.
وفي جلسة حوارية ضمن فعاليات منتدى الدوحة 2025، صرح الرئيس الشرع بأن الشعب السوري يعيش حالة من الفرح والوعي بعد سقوط النظام البائد، وأن الحكومة الجديدة عملت على إشراك مختلف المكونات في إدارة الدولة لتعزيز التشاركية وتكريس دولة القانون والمؤسسات.
وأشار إلى أن المجتمع الدولي يتفاعل بسرعة مع الدور السوري الجديد في إرساء الأمن والاستقرار، مؤكداً أن الحكومة الجديدة كرست مبدأ التشاركية ودولة القانون والمؤسسات.
وشدد الرئيس الشرع على أن الحكومة الجديدة عملت على إشراك مختلف المكونات والطوائف في إدارة الدولة بعيداً عن المحاصصة، لتعزيز الشراكة الوطنية، وأكد أن ملايين السوريين عبروا عن فرحتهم بسقوط النظام البائد، وأن لجان تقصي الحقائق والمحاكمات تعمل على محاسبة المتورطين في الجرائم، ليكون القانون الضامن لحقوق الجميع.
وأوضح الرئيس الشرع أن سوريا بلد حضارة عمرها سبعة آلاف سنة، وأن جميع المكونات شاركت في الثورة الشعبية، وأشار إلى أن الدولة ماضية في تكريس مبدأ القانون والمحاسبة، وأن الحكومات يجب أن تكون قائمة على الكفاءات، لا على المحاصصة، كما لفت إلى أن المرحلة الانتقالية تقوم على إعادة صياغة القوانين وبناء المؤسسات، وأن الإعلان الدستوري المؤقت منح الرئيس الحالي صلاحية الاستمرار لخمس سنوات ريثما يتم إعداد الدستور الجديد وإجراء الانتخابات العامة.
وبيّن الرئيس الشرع أن سوريا تشهد تحسناً ملحوظاً في القطاعين الاقتصادي والخدمي، حيث ارتفعت ساعات التغذية الكهربائية من ساعة ونصف يومياً إلى أكثر من 12 ساعة، مع العمل على تحقيق الاكتفاء الذاتي بنهاية العام، كما أكد أن هناك جهوداً مستمرة لرفع العقوبات المفروضة بموجب قانون “سيزر”، وأن المجتمع الدولي يدعم هذا المسار لما فيه مصلحة الشعب السوري.
وأكد الرئيس الشرع أن المرأة السورية شريك أساسي في بناء الدولة، حيث تُشكّل نسبة كبيرة من الطلاب في الجامعات وتشارك في المؤسسات الحكومية ومجلس الشعب، مشدداً على أن حقوقها محفوظة وأنها مُمكنة بالكامل في المجتمع.
ونفى الرئيس الشرع الاتهامات التي وُجّهت له بالإرهاب، واعتبرها توصيفات مسيّسة، وأوضح أنه قاتل بشرف لحماية المدنيين ولم يؤذِ أي شخص، وأن مجلس الأمن رفع عنه صفة “الإرهابي” بعد إدراك خطأ تلك الاتهامات، كما أشار إلى دوره في تحرير السجون التي كان النظام البائد يستخدمها لتعذيب المدنيين، ومنها سجن صيدنايا.
وفي رده على المطالب الإسرائيلية بإنشاء منطقة منزوعة السلاح، شدد الرئيس الشرع على أن إسرائيل تحاول تصدير أزماتها الداخلية والتغطية على المجازر في غزة، وأكد تمسك سوريا باتفاق فصل القوات لعام 1974 الذي صمد لأكثر من خمسين عاماً ويحظى بإجماع دولي، محذّراً من أن أي عبث بهذا الاتفاق قد يدخل المنطقة في مخاطر غير محسوبة.
وأوضح الرئيس الشرع أن المفاوضات الجارية تركّز على انسحاب إسرائيل إلى ما قبل الثامن من كانون الأول الماضي ومعالجة المخاوف الأمنية بشكل متوازن.
وانطلقت اليوم فعاليات النسخة الـ23 من منتدى الدوحة 2025 في العاصمة القطرية تحت شعار “ترسيخ العدالة من الوعود إلى الواقع الملموس”، بمشاركة الرئيس أحمد الشرع الذي عرض رؤية سوريا الجديدة في مسار الاستقرار والبناء.