ماسك يعود لقيادة تسلا بعد تقليص دوره السياسي: هل ينقذ الشركة من خسائرها؟


هذا الخبر بعنوان "ماسك يقلّص نفوذه السياسي… وتسلا تقفز: هل انتهت مرحلة “الرجل المتعدد الجبهات”؟" نشر أولاً على موقع syriahomenews وتم جلبه من مصدره الأصلي بتاريخ ٢٥ نيسان ٢٠٢٥.
لا يتحمل موقعنا مضمونه بأي شكل من الأشكال. بإمكانكم الإطلاع على تفاصيل هذا الخبر من خلال مصدره الأصلي.
أحمد عزام
في أسبوعٍ شهد اضطرابًا للمستثمرين وكاد أن يفقد الثقة، قام إيلون ماسك بإعادة ترتيب أولوياته. بعد أشهر من الجدل، أعلن الملياردير الأميركي تقليص مشاركته في إدارة ترامب والتركيز مجددًا على قيادة تسلا. كانت النتيجة فورية: قفز سهم تسلا بأكثر من 7%، وكأن الأسواق تنفّست الصعداء. فهل كان ماسك يستهلك طاقته في معارك لا تعني تسلا؟ وهل تعني هذه العودة الكاملة أنه بدأ يستشعر خطر فقدان شركته السيطرة؟
بمجرد إعلان ماسك أنه سيقلص وقته المخصص لترامب إلى يوم أو يومين فقط أسبوعيًا، قفز سهم تسلا 7.24% ليغلق عند 255.26 دولار — الارتفاع الأكبر في أسابيع، رغم نتائج أرباح دون التوقعات. الأسواق لم تكافئ الأداء المالي، بل كافأت ما اعتبرته “عودة ماسك إلى القلعة”.
فالمستثمرون لم يخفوا قلقهم من انشغاله المفرط في إدارة “الكفاءة الحكومية” ضمن فريق ترامب، وهي المهمة التي قال ماسك نفسه إنه أنجزها، ملمّحًا إلى أنها كانت مرحلة مؤقتة وانتهت.
خلال الأشهر الماضية، بدا أن ماسك — الذي يقود تسلا، سبيس إكس، نيورالينك، وX — قد أضاف إلى نفسه مهمة جديدة: تقليص الإنفاق الحكومي الأميركي كـ”موظف خاص” في إدارة ترامب. هذه الخطوة أثارت جدلاً سياسيًا وشعبيًا، لكنها أخافت أيضًا المساهمين الذين شعروا أن قائد الشركة بدأ يفقد تركيزه على ما يجعل القيمة السوقية ترتفع.
وما زاد الأمور تعقيدًا هو الربط الرمزي بين ماسك وترامب، في وقتٍ تشهد فيه الأسواق الأميركية توترًا بسبب السياسات التجارية، ارتفاع العوائد، وخطر تسييس المؤسسات الاقتصادية.
رغم هذا الصعود في الأسهم، فإن نتائج تسلا لم تكن مبشرة ماليًا:
توقعت المؤسسات تسليم ما بين 355 ألف سيارة و360 ألفًا، بينما توقعت السوق أكثر من 400 ألف في بداية العام، مما يجعل الأرقام الحالية مخيبة للآمال.
ومع ذلك، فإن إعلان الشركة أن مشاريعها المستقبلية، مثل “روبوتاكسي” والسيارات ذات السعر المنخفض، لا تزال في مسارها، منح الأسواق بعض الثقة بأن تسلا لم تفقد بوصلة الابتكار.
السؤال الذي لا يقال علنًا: هل عاد ماسك طوعًا أم لأنه شعر أن تسلا تفلت من يده؟ الشركة فقدت نصف قيمتها منذ ديسمبر، والمستثمرون بدأوا يطالبونه بالعودة إلى مكانه الطبيعي: المصنع، وليس المنصة السياسية. الرسالة كانت واضحة من الأسواق، أن الاسم لا يكفي، والمستثمرون يحتاجون ثبات واستمرارية.
في الوقت الذي كان فيه ماسك يحارب البيروقراطية في واشنطن، كانت شركات مثل BYD وXPeng تحرز تقدمًا في الأسواق الآسيوية والأوروبية. سيارات أرخص، تقنيات مبتكرة، وتوسع هادئ لكن شرس. الفجوة تتقلص، وربما بدأت تسلا تفقد لقبها كمحتكر مطلق لسوق السيارات الكهربائية.
تعلّم ماسك درسًا قاسيًا: لا يمكنك أن تكون في كل مكان وتُرضي الجميع. فبين الطموح الشخصي والسوق القاسية، كان لا بد من التضحية. واختار أن يعود إلى المكان الذي بدأ منه كل شيء: تسلا. وها هي الأسواق، رغم خيبات الأرقام، تصفق لعودة الرجل المناسب إلى المقصورة الأمامية.
اقتصاد
سياسة
سياسة
اقتصاد