ضغوط أميركية تكبح إسرائيل عن حرب واسعة ضد لبنان.. وتحركات دبلوماسية مكثفة بين بيروت وباريس وواشنطن


يشهد الأسبوع الحالي سلسلة من التحركات الدبلوماسية المكثفة المرتبطة بالوضع المتفجر مع العدو الإسرائيلي، حيث تتجه الأنظار إلى اللقاء المرتقب بين رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو والرئيس الأميركي دونالد ترامب في التاسع والعشرين من الشهر الجاري.
تفتتح هذه التحركات اليوم بزيارة المبعوث الأميركي توم برّاك إلى تل أبيب، حيث تهدف محادثاته إلى «بحث سبل منع التصعيد على لبنان»، وفقاً لما نقلته وسائل إعلام عبرية. ويلي ذلك يوم الخميس موعد الاجتماع التحضيري في باريس لدعم الجيش اللبناني. وفي اليوم نفسه، يزور رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي لبنان لمتابعة المبادرة المصرية، حيث يلتقي الرؤساء الثلاثة، في إطار تحرك مصري يهدف إلى احتواء التصعيد، رغم وجود «ملاحظات سلبية» على ما حمله وزير الخارجيّة المصريّ بدر عبد العاطي إلى بيروت قبل أسبوعين، بحسب مصادر متابعة.
في كيان الاحتلال، لم يتغير المشهد الظاهر، حيث يواصل جيش العدو وأجهزته الأمنية بث تسريبات تركز على الاستعداد لتوجيه ضربة جديدة وكبيرة إلى حزب الله. لكن اللافت هو ظهور تقارير في الأيام الماضية تتحدث عن «ضغوط أميركية» تمنع إسرائيل من القيام بالعملية الواسعة.
في هذا السياق، كتب المراسل العسكري للقناة 12، الصحافي شاي ليفي، أن تل أبيب تأخذ بجدية الطلب الأميركي بترك واشنطن تختبر ما أسماه «الفرصة الأخيرة» أمام الحكومة اللبنانية للقيام بخطوات عملية في خطة نزع سلاح حزب الله، وأن الموعد النهائي لذلك هو نهاية هذه السنة. وأشار الكاتب إلى أن «الأميركيين يكبحون في الوقت الحالي إسرائيل عن الانتقال إلى المرحلة التالية على الجبهة الشمالية، ويضغطون للاكتفاء بضربات محددة». وقد وُضع للحكومة اللبنانية موعد نهائي حتى دخول السنة الميلادية الجديدة لزيادة النشاط من أجل نزع سلاح حزب الله، مما يجعل المعركة تُدار حالياً بشكل جراحي، رغم إدراك إسرائيل أن ذلك لا يوقف إعادة تأهيل حزب الله.
ونقل الكاتب عن «تقارير صادرة من واشنطن والقدس» أن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية تدفع نحو خطوة واسعة في لبنان، وأن سلاح الجو جاهز لذلك، لوجود «نافذة فرص فريدة» لمنع حزب الله من إعادة ترميم قدراته في مجالات الصواريخ، القذائف والطائرات المسيّرة. ويؤكد المسؤولون الأمنيون أن الضربات المحددة التي نُفذت حتى الآن تركت حزب الله ضعيفاً بشكل ملحوظ، لكنها لم تزل التهديد تماماً. ويُعد الضغط الأميركي الثقيل هو «العامل المركزي» الذي يمنع الخروج إلى حملة واسعة في هذه المرحلة، حيث تمنع واشنطن أي مناورة برية واسعة، بل وحتى حملة جوية.
وتعكس الرسائل الأميركية، التي نُقلت عبر قنوات ديبلوماسية إلى لبنان والعراق، محاولة للحفاظ على الاستقرار الإقليمي ومنع حرب شاملة. وتركز الاستراتيجية الحالية للجيش الإسرائيلي على عمليات جراحية ومحددة، وضربات من الجو وعمليات اقتحام سرية، في سباق مع الزمن، لعدم وجود مؤشرات على أن الحكومة اللبنانية قادرة أو راغبة في فرض قرار نزع السلاح، خوفاً من حرب أهلية.
من جانبه، كتب تسفي هرئيل في «هارتس» أن حزب الله «يواصل التمسك باستراتيجية عدم الرد كي يُفشل مخطط إسرائيل للعمل بصورة أكبر ضد لبنان»، مشيراً إلى أن واشنطن قد توافق على منح لبنان تمديداً لشهرين إضافيين. وتتوافق هذه الأجواء مع تصريحات المبعوث الأميركي توم باراك حول أن «فكرة نزع سلاح حزب الله بالقوة غير واقعية»، وأن السفير الأميركي الجديد في لبنان، ميشال عيسى، قال إنه «إذا لم يكن ممكناً نزع السلاح، فسيتعين علينا احتواؤه».
في الأثناء، تتواصل الحملة الداخلية في لبنان الهادفة إلى افتعال مشكلة بين لبنان وإيران، في ظلّ صمت الرئيسين جوزيف عون ونواف سلام. وتكشف المعلومات أن «القوات اللبنانية» تبنّت خطة يقودها وزير الخارجية يوسف رجي ونواب الحزب، تستهدف فكرة طرد السفير الإيراني في لبنان، وعدم استقبال أي مسؤول إيراني في بيروت. وكان النائب غياث يزبك واضحاً في دعوته لوزير الخارجية يوسف رجي إلى طرد السفير الإيراني وعدم قبول أوراق السفير المقبل.
في المقابل، أعلنت وزارة الخارجيّة الإيرانيّة أن «الإجراءات المتعلّقة باستقرار السفير الإيرانيّ الجديد في لبنان جارية»، داعيةً «أصدقاءنا اللبنانيّين» إلى «التركيز على التفاهم والحوار بين مختلف مكوّنات المجتمع اللبناني».
تنظّم قيادة جنوب الليطاني في الجيش اللبناني غداً جولة لعدد من السفراء والملحقين العسكريين الغربيين، تشمل مركز الجيش في أطراف علما الشعب ومُنشأة المقاومة في وادي زبقين. وتتجه الأنظار إلى اجتماع لجنة «الميكانيزم» يوم الجمعة المقبل، حيث سيحمل وفد الجيش اعتراضات على أداء إسرائيل التصعيدي في مقابل التزام الجيش بقرار الحكومة في ما خصّ خطة سحب السلاح. ومن المتوقع أن يطرح الوفدان الأميركي والإسرائيلي آلية تفتيش المنازل، التي يطبقها الجيش بالتعاون مع الأهالي، رافضاً الصدام معهم.
وفي سياق متصل، أصرّ حيدر حيدر لليلة الثانية على المبيت في منزله في يانوح، مطمئناً لانتشار الجيش في محيط منزله وتنفيذه دوريات، وذلك بعد تراجع العدو عن قصف المنزل، رغم أن الجيش أعلن مرتين أنه لم يعثر على أسلحة فيه خلافاً لمزاعم العدو. وقد أثار غضب الجنوبيين عدم إصدار أي مرجعية رسمية لبنانية تعليقاً على الابتزاز الإسرائيلي.
سياسة دولي
⚠️محذوفسياسة دولي
سياسة دولي
سياسة دولي