أحمد الأحمد: عائلته في إدلب تصف عمله البطولي في هجوم سيدني وتفاصيل إصابته


وصفت عائلة الشاب السوري أحمد الأحمد، الذي أنقذ أبرياء خلال هجوم مسلح في مدينة سيدني الأسترالية، عمله بأنه «بطولي حمى أرواحاً»، معتبرين أحمد «فخراً لسوريا». جاء ذلك في مقابلة أجرتها وكالة الأناضول في محافظة إدلب شمالي سوريا، مع محمد الأحمد، عم الشاب الذي يرقد حالياً في أحد مستشفيات أستراليا إثر إصابته بأعيرة نارية.
تعرض أحمد الأحمد للإصابة أثناء انتزاعه سلاح المهاجم في شاطئ بوندي بولاية نيوساوث ويلز، حيث وقعت الحادثة الأحد الماضي، بالتزامن مع احتفالات بعيد «الحانوكا» اليهودي. وقد أعلن رئيس وزراء الولاية الأسترالية، كريس مينز، مقتل أحد المهاجمين في الهجوم الذي خلف 12 قتيلاً و29 مصاباً في صفوف المشاركين بالاحتفال.
وتداولت منصات التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يظهر الأحمد (44 عاماً) وهو يندفع بشجاعة نحو المهاجم وينتزع سلاحه، ما حال دون تحول الحادث إلى كارثة أكبر. ويظهر الفيديو أيضاً إصابة الأحمد بطلقتي رصاص في يده وذراعه، يُرجح أنهما من المسلح الآخر الذي كان يقف على جسر قريب.
أشاد كبار المسؤولين في أستراليا بشجاعة أحمد المسلم، ووصفوه بـ«البطل». وفي هذا السياق، أثنى رئيس الوزراء أنتوني ألبانيز، على جميع المدنيين الذين سارعوا لتقديم المساعدة، مشيراً إلى أنهم «أبطال». وأضاف ألبانيز: «لقد رأينا اليوم أستراليين يهرعون نحو الخطر لمساعدة الآخرين»، في إشارة إلى ما قام به الأحمد الذي يحمل الجنسية الأسترالية.
وينحدر الأحمد من بلدة النيرب بريف إدلب شمالي سوريا، وقد تحول اسمه إلى محور اهتمام واسع في وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي. وقال عمه للأناضول إن أحمد من مواليد 1981، ودرس في جامعة حلب، وسافر إلى أستراليا عام 2007، حيث عمل في الأعمال الحرة. وأشار إلى أن أحمد متزوج ولديه ابنتان، ويحمل الجنسية الأسترالية، ويمتلك بقالية خضراوات إلى جانب مزاولته المهن الحرة.
وعن شعور العائلة، قال العم محمد الأحمد: «شعور عظيم لا يوصف، وعمل مقدام قام به ابن أخي البطل، حيث هجم فورا على المسلح ونزع سلاحه بهدف عدم إزهاق الأرواح»، مؤكداً أن ابن أخيه «مقدام ورجل بكل معنى الكلمة، وبعث فينا فرحة لا توصف بغض النظر عن جنسية الضحايا». كما أكد أن اتصالات عديدة وردت من كل مكان للإشادة بصنيع أحمد.
وفيما يتعلق بوضعه الصحي، أفاد عمه بأن أحمد «حالياً بالمشفى نتيجة إصابته بالذراع والكتف، وحالته مستقرة، وستجرى له عملية جراحية غداً الثلاثاء». كما عرض العم فيديو لأحمد من سريره في المستشفى، حيث خاطب عائلته قائلاً: «أشكركم جميعاً على تضامنكم، أنتم في القلب»، وطمأن والدته بالقول: «أنا بمرحلة صعبة، ادعي لي، ولا تقلقي علي، عرضية إن شاء الله».
وفي سياق متصل، قال مصطفى الأسعد، أحد أقارب الأحمد، في مقابلة مع قناة «التلفزيون العربي»، إن أحمد تدخل «بدافع إنساني» بعدما شاهد مسلحاً يطلق النار على المارة، مؤكداً أنه تصرف تلقائياً ولم يكن على علم بخلفية أو هوية المستهدفين. ونقل الأسعد عن أحمد قوله إن ما قام به «كان تصرفاً إنسانياً»، وأنه لم يفكر بالمخاطر.
تجدر الإشارة إلى أن منزل عائلة أحمد في ريف إدلب بدا مدمراً وخالياً من الأهالي، جراء الحرب التي شنها نظام بشار الأسد على السوريين، في مشهد يعكس نجاح الشباب السوري في الاغتراب رغم أهوال الحرب. وقد أدانت الجاليات المسلمة في أستراليا الهجوم المسلح، حيث أعرب المجلس الوطني للأئمة بأستراليا عن إدانته وتضامنه مع الضحايا وذويهم.
سوريا محلي
سوريا محلي
⚠️محذوفسوريا محلي
سوريا محلي